أعلنت الخرطوم عزمها الاستفادة من الثغرات الموجودة في العقوبات الأميركية المفروضة عليها لجهة اختراقها، وقال وكيل وزارة الخارجية السودانية، إن العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان تحوي ثغرات يمكن الاستفادة منها في دفع عجلة الاقتصاد، مشيرا إلى دول قال إنها أكثر سوءاً في علاقاتها مع الولاياتالمتحدة لكنها استطاعت الاستفادة من جوانب أخرى متاحة في العلاقة معها واستدل بإيران. يأتي ذلك في وقت عين فيه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، السفير دونالد بوث، مبعوثاً خاصاً جديداً إلى كل من السودان وجنوب السودان. وأفاد أوباما في بيان الليلة قبل الماضية، بأن بوث يعد واحداً من أكثر الدبلوماسيين الأميركيين خبرة، في مجال المساعدة في تعزيز السلام ومنع الصراعات بمختلف أنحاء أفريقيا، بما في ذلك خبرته الأخيرة كسفير لدى إثيوبيا. وأعرب عن ثقته أنه سيعزز المصالح الأميركية ويسعى إلى تحقيق سلام دائم وثابت بين السودان وجنوب السودان، وسيقود الجهود الأميركية لوضع نهاية سلمية للصراعات في ولايات النيل الأزرق وكردفان الجنوبية ودارفور، وتعزيز الإدارة الشاملة في كل الولايات. وطبقت الولاياتالمتحدة عقوبات اقتصادية على السودان منذ عام 1997، وهي عقوبات تتجدد سنويا لترتيبات تتعلق بأوضاع الحكم في السودان وتعاونه مع جماعات متطرفة تقوض الأمن القومي في الولاياتالمتحدة، إلى جانب إيواء الخرطوم لحركات تطرف إسلامية. في سياق آخر، أطلقت حركة تحرير السودان بزعامة مني أركو مناوي، سراح اثنين من الطيارين الأوكرانيين بجانب مساعد طيار سوداني، كانت تحتجزهم بعد هبوط طائرتهم المروحية اضطراريا جنوب نيالا مطلع أغسطس الحالي. وقال نائب والي جنوب دارفور مهدي بوش أمس، إن تحرير الرهائن اكتمل عقب مفاوضات قادتها الأجهزة الأمنية بالولاية بجانب البعثة المشتركة من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي (يوناميد) مع الخاطفين، ونفى بوش دفع فدية مقابل إطلاق سراحهم، منوها إلى أن عملية الاختطاف تعد جريمة كبيرة ومخالفة للقوانين والمواثيق والأعراف وحقوق الإنسان الدولية. من جهة أخرى، اعتبرت المعارضة السودانية أن لقاء زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي، بالرئيس عمر البشير، يمثل انتهاكاً واضحاً وصريحاً لما تم الاتفاق عليه داخل قوى الإجماع الوطني. وأشار الناطق الرسمي باسم التحالف كمال عمر، إلى أن التحالف لديه موقف ثابت من قضية الحوار مع النظام ضمنه في وثيقة البديل الديموقراطي فيما يتعلق بالعلاقة مع الحكومة، والذي قطع فيه بأن لا تفاوض أو حوار مع النظام إلا عبر الشروط المتفق عليها. وقال كمال، إن التحالف كله يطرح قضية إسقاط النظام، بينما حزب الأمة يطرح شعار التغيير عبر الوسائل التي يسميها بالناعمة، مشددا على أن هذا اللقاء لا يمثل المعارضة، ويعتبر انتهاكاً لما هو متفق عليه في قوى الإجماع، وأنه لم يأت بجديد ،لافتا إلى أن التأكيد فيه تم على قضايا بديهية أصلا مثل قومية الحكم والدستور والسلام، وأن هذه القضية أساسية وليست منحة أو هبة من أحد. وقال إن النظام الحالي يبحث عن شرعية جديدة يفتقدها، واصفا لقاء المهدي بالبشير بلقاء العلاقات العامة، رافضا أن يكون حزب الأمة وصياً على أحد أو يمتلك فيتواً ضد الآخرين أو يمثل المعارضة.