أكدت أخصائية أسنان أن "زراعة الأسنان" أضحت أحدث طرق الاستعاضة السنية والتي لاقت رواجا كبيرا في الفترة الأخيرة. وقالت الأخصائية الدكتورة ثناء المحمد إن السبب في ذلك هو قدرة هذه الزراعة على تعويض الأسنان المفقودة دون الحاجة إلى حك الأسنان الطبيعية الموجودة بالفك. وبينت الدكتورة ثناء أن الأسباب التي تدعو إلى اللجوء لتركيبات الأسنان هي تعويض ضرس أو عدة أضراس مخلوعة. وحماية سن أو ضرس ضعيف معرض للكسر سواء بسبب التسوس أو وجود شرخ بالضرس ناتج عن إصابة، وتعويض سن أو ضرس متكسر تماما، وتغطية أو دعم لحشوة كبيرة لتفادي تكسر الجزء المتبقي من الضرس، وسد الفراغات بين الأسنان في حال عدم إمكانية التقويم، وتغطية سن مشوه أو سن تغير لونه. أنواع التركيبات وتوضح المحمد أن تركيبات الأسنان نوعان، إما متحركة يمكن وضعها وإزالتها من خلال الشخص نفسه أو ثابتة تثبت في الفم ولا يمكن إزالتها إلا عن طريق الطبيب. والتركيبات الثابتة تكون في العادة إما على هيئة "تاج" يقوم بتغطية سن موجود، أو "جسر" يقوم بتعويض سن مخلوع، وتستخدم الأسنان المجاورة للسن المخلوع كقواعد للجسر بعد بردها وتصغيرها ويجب أن تكون قوية لتستطيع تحمل الحمل الزائد الذي سينشأ عن الجسر. وتختلف التيجان والجسور على حسب المادة المصنوعة منها. وتستخدم التركيبات المتحركة في الحالات التي يكون فيها عدد الأسنان المخلوعة كبيرا أو في حالة كون الزراعة أو التركيب الثابت غير مفضلة كحالات مرض السكر غير المنتظم والتقدم في السن، وتتكون التركيبات المتحركة من قاعدة من المعدن تبنى فوقها اللثة الصناعية والأسنان، وتستخدم التركيبة المتحركة لتعويض جميع الأسنان أو ما يطلق عليه عادة "طقم" الأسنان، أو جزئية لتعويض عدد معين من الأسنان، وتعتمد التركيبات المتحركة في ثباتها على الانطباق مع اللثة، كما يمكن إضافة ضامات أو في حالات الأطقم الكاملة على زراعات تقوم بتوفير الثبات للطقم، وتحتاج التركيبات المتحركة عناية خاصة ويجب تنظيفها بالغسول المخصص لها ووضعها في الماء أو المحلول المخصص لها عند النوم لتجنب جفافها وتشققها، ومن الأخطاء الشائعة تنظيف التركيبات المتحركة بفرشاة الأسنان والمعجون مما قد يؤدي إلى حدوث خدوش صغيرة جدا بها تتجمع فيها البكتيريا وجزيئات الطعام. ومع الوقت قد تصبح التركيبة المتحركة غير ثابتة لأن أنسجة الفم في حالة تغير مستمر، وفي هذه الحالة سيحتاج المريض لزيارة طبيب الأسنان لتبطين الطقم أو تغيير قاعدته أو تغييره بالكامل. وعن الوجوه التجميلية أو ما يسمى ب (ابتسامة هوليوود) أوضحت الدكتورة ثناء أنها التركيبات التي تغطي الجزء الأمامي الظاهر من الأسنان، ويطلق عليها غالبا ابتسامة هوليوود، وذلك لكثرة استخدامها من قبل نجوم السينما والتلفزيون للحصول على أسنان بيضاء وبراقة لا يمكن الحصول عليها عن طريق تبييض الأسنان، وتستخدم في الحالات التجميلية، فقط، حيث إنها ليس لها أي دور في المضغ أو حماية الأسنان، وتتميز عن التركيبات الأخرى بعدم الحاجة إلى برد أو إزالة جزء كبير من الأسنان، حيث إنها تغطي الجزء الأمامي فقط. كما تتميز بعدم تأثيرها على اللثة ومحافظتها على اللون، ويمكن استخدامها في حالات إصفرار الأسنان الشديد أو وجود تصبغات في الأسنان ورغبة الشخص في الحصول على ابتسامة ناصعة البياض، كما يمكن للوجوه التجميلية معالجة بعض مشاكل التقويم البسيطة كالمسافات بين الأسنان أو عدم تراص الأسنان أو قصر طول الأسنان، وأحيانا يطلق عليها اسم "عدسات الأسنان" وذلك لرقتها الشديدة المشابهة لعدسات العيون، وعيوبها، أنها هشة جدا ومعرضة للكسر، لذا ينبغي تجنب استخدامها في تكسير المأكولات القاسية كالمكسرات مثلا، كما لا يمكن استخدامها للمرضى الذين يعانون من عادة قضم الأظافر. طريقة غير تقليدية وأكدت المحمد أن من أحدث طرق الاستعاضة السنية والتي لاقت رواجا كبيرا في الفترة الأخيرة "زراعة الأسنان" بسبب القدرة على استخدامها كأساس قوي تحت التركيبات الثابتة أو المتحركة، وتتميز الزراعة بقدرتها على تعويض الأسنان المفقودة دون الحاجة إلى حك الأسنان الطبيعية الموجودة بالفك، وتقوم فكرة الزراعة على غرس أسطوانة من التيتانيوم داخل عظم الفك لتقوم مقام جذر السن، وتستمد الزرعة ثباتها عن طريق الالتحام بعظم الفك ويعتبر "الالتحام العظمي" هو المؤشر الذي يدل على نجاح أو فشل الزراعة، وتعتمد نسبة نجاح زراعة الأسنان على جودة كمية العظم في المكان الذي توضع فيه الزرعة وعناية المريض بنظافة فمه. وأضافت أنه توجد حالات لا يمكنها الاستفادة من زراعة الأسنان، مع العلم أنه لا توجد الكثير من الموانع التي تمنع زراعة الأسنان إلا أن نسبة نجاحها تقل في حالات مرضى السكر غير المنضبط، وأمراض القلب أو المرضى الذين تعرضوا للإشعاع لعلاج الأورام في منطقة الوجه والرقبة. العناية بعد الزراعة وعن كيفية العناية بالأسنان بعد الزراعة، شددت على أن الأسنان المزروعة تحتاج نفس العناية التي تحتاجها الأسنان الطبيعية (الفرشاة والمعجون، خيط الأسنان، غسول الفم). يذكر أن من التقنيات في مجال زراعة الأسنان تقنية تعرف بالزراعة الفورية، وتنهي المعاناة من فقدان الأسنان في يوم واحد دون أن تستغرق المعالجة وقتا طويلا يصل إلى سنة أو سنة ونصف مثلما هي الحال عليه في تقنية زراعة الأسنان التقليدية. وابتكرت هذه التقنية عام 2000 على يد جرّاحي تجميل الفم والأسنان ستيفن بونجارد من كندا وكنث باريش من الولاياتالمتحدة، وبإمكان هذه التقنية أن تجنّب المريض الحاجة إلى ترقيع العظم والانتظار أشهرا لكي تحصل عملية "التكامل العظمي" بين الفك وبرغي معدن التيتانيوم. كما أن الأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام ليس بمقدورهم إجراء مثل هذه العمليات، وبالنسبة للأسنان الأمامية، يُنصح بالقيام بعملية الزرع مباشرة بعد قلع الأسنان، ويُستحسن أن يكون عدد الأسنان من 6 إلى 8.