لم يكتف الباحث والأديب خالد اليوسف بالتواصل الهاتفي أو الإلكتروني مع الكثير من القاصين السعوديين لإنجاز الجزء الأول من مشروع "شهادات ونصوص المبدعين السعوديين"، الذي أصدره كرسي الأدب السعودي بجامعة الملك سعود، إذ قام بزيارات منزلية لبعض الأدباء؛ لأخذ شهاداتهم الشخصية عن تجاربهم الإبداعية، ورؤيتهم لواقع القصة القصيرة. وقال اليوسف ل"الوطن" في رده على سؤال حول الجهد الذي بذله لإخراج الكتاب، والعقبات التي واجتهه في هذا الإطار "الحمد لله، أصبحت متمرسا على الكتب المتعلقة بالآخرين، والتي تعتمد على التواصل والاتصال والاحتكاك بالمبدعين، ولهذا منحني ربي النفس الطويل؛ كي أصل إلى نتيجة تخدم الكتاب وهي: الوقت وتكثيف الاتصال الهاتفي والإلكتروني، بل وزيارة من يريد حضوري إلى بيته؛ كي أستلم نصوصه وشهادته، وأشجعه على الكتابة من أجل خروج الكتاب". وحول الآلية والمنهج اللذين اتبعهما في وضع الأسماء والنصوص في الجزء الأول، خاصة وأن هناك من لاحظ تمازج الأجيال الأدبية في الكتاب، قال اليوسف "يعرف الكثير ممن يتابع أعمالي وبحوثي أني باحث منهجي، بل ودقيق في إخراج أي كتاب بحثي، خاصة هذا الكتاب الذي يخرج من جامعة رصينة، تعتمد على المنهج العلمي في نشرها وطباعتها، وكتاب كهذا، متخصص في شهادات وتجارب المبدعين مع رحلتهم الكتابية اعتمدت فيه على: التجربة الكتابية التي تجاوزت عشرين عاما، الإنتاج المتواصل في مجاله الإبداعي، الإصرار على الكتابة والتجديد والتألق، الاقتناع بوجود التجربة والحالة الإبداعية، وبقية الأسماء بالنسبة للقصة القصيرة ستكون في الجزء التالي، وهم على المواصفات نفسها، وقد يصل عددهم إلى العدد نفسه. وسيجد المتلقي والقارئ والباحث أن هذه القواعد وضعتها في بقية الأجزاء، وهي للفنون الأخرى". أما عن سبب تداخل الأجيال الإبداعية فيقول اليوسف "كما ذكرت سابقا، كتاب كهذا لا يعترف بالتيارات والمدارس الكتابية؛ لأنه ليس كتابا نقديا، وما يهمنا فيه هي التجربة الكتابية، وعلى الرغم من هذا هم من جيل واحد، أو قريب من ذلك؛ لأن الثمانينات هي مرحلة بروزهم واتقاد أصواتهم ونشرهم وحضورهم الإبداعي. وسيجد القارئ هذا في الجزء الثاني لبقية الأسماء التي تحمل التجربة نفسها". وكان الكتاب اختص بكتّاب القصة القصيرة، واشتمل على شهادات وقصص رتبت أبجديا لكل من: "إبراهيم شحبي مخاوف امرأة ميتة"، "أحمد الدويحي مقاطع من رواية من وحي الآخرة"، "جبير المليحان شجر الأرض"، "جمعان الكرت ناي خضران"، حسن الشيخ رجل من هجر"، "حسن النعمي الوجبة الثالثة"، "خالد خضري شبحها يسكن الظل"، "خليل الفزيع المأزق"، "شريفة الشملان حبة بغداد"، "عبدالحفيظ الشمري أمنا أصبحت رجلا"، "عبدالعزيز الصقعبي البهو"، "عبدالله باقازي عدوى أرسطو"، "عمر طاهر زيلع الليل لا يمطر شعرا"، "عواض شاهر العصيمي صانع الأبواب"، "فهد الخليوي رياح"، "فهد العتيق سارة قالت هذا"، "فهد المصبح كيد"، "فوزية الجارالله يوغا"، "ليلى الأحيدب"، "محمد عجيم الشقة خطأ"، "محمد علوان الديك"، "محمد علي قدس الخيط الرفيع"، "محمد علي الشيخ تقاطع الفصول"، "محمد المنصور الشقحاء ترحل لحظات لا لون لها"، "يوسف المحيميد لا مكان لعاشق في هذه المدينة".