أعربت جامعة الدول العربية عن بالغ حزنها لسقوط عدد من الضحايا والمصابين بين صفوف المدنيين وقوات الأمن المصرية خلال عملية فض اعتصام منطقتي رابعة العدوية ونهضة مصر، وما تلاها من مصادمات وحرق لمنشآت الدولة، واعتداء على الكنائس في عدد من محافظات مصر. وتوجهت الجامعة في بيان لها أمس إلى الشعب المصري وأسر الضحايا بتعازيها ومواساتها، وأكدت تضامنها مع الشعب، واستعدادها الكامل لتقديم كل ما يُطلب منها للوقوف مع مصر في هذه الظروف العصيبة. وأوضح البيان أن الجامعة العربية تأخذ في الاعتبار ما قامت به الحكومة من إجراءات سيادية وتقدير للموقف لمواجهة التطورات الخطيرة، واحتواء الانفلات الأمني وتحمل مسؤولياتها الوطنية لحفظ أمن واستقرار البلاد. ودعت الجامعة كافة الأطراف السياسة إلى تجاوز تداعيات الأحداث المؤلمة، والانخراط في تنفيذ خارطة طريق المستقبل، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية عاجلة، لاختصار المرحلة الانتقالية وتحقيق المطالب المشروعة التي عبر عنها الشعب المصري الذي يصبو إلى بناء مجتمع ديمقراطي حر وإرساء دولة القانون وتحقيق العدالة الاجتماعية. وناشد البيان جميع الدول العربية تجسيد روح التضامن العربي، والوقوف مع الشقيقة مصر في هذه المرحلة العاصفة من تاريخ الوطن العربي، "حتى تظل مصر المستقرة والقوية عنصراً فاعلاً في حفظ الأمن الجماعي العربي ومنارة للتنوير الحضاري ولاستقرار المنطقة ورقيها". إلى ذلك، دعا رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان، المصريين للاحتكام إلى لغة العقل، والحرص على حرمة الدم المصري، والعمل على إنهاء الأزمة الحالية، التي أدت إلى سقوط عددٍ من القتلى والجرحى. وقال الجروان في بيان له أمس: إنه إذ يتقدم بخالص العزاء لأسر ضحايا الأحداث التي نَشبت صباح أول من أمس خلال فض اعتصامي رابعة العدوية، وميدان النهضة، فإنه يناشد أبناء الشعب المصري الالتقاء على كلمة سواء، والارتفاع فوق المصالح الضيقة، وتغليب مصلحة وطنهم العليا على ما عداها من مصالح أخرى. إلى ذلك، اجتمع مجلس الأمن الدولي في الساعات الأولى من فجر اليوم؛ لبحث الوضع في مصر، ويجيء الاجتماع تلبية لطلب تقدمت به الدول الأعضاء في المجلس: فرنسا وبريطانيا وأستراليا، واستمع الأعضاء في جلسة مغلقة إلى كلمة من نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون.