تمسكت الهيئة العامة للغذاء والدواء بروايتها التي أعلنتها في بداية أزمة "الحليب الملوث"، مؤكدة أن الشحنات التي تضم 3720 كرتونا، والتي تم التحذير منها لم تفسح. وبرر الرئيس التنفيذي للهيئة الدكتور محمد المشعل في مؤتمر صحفي حظي بتغطية إعلامية واسعة في الرياض أمس، سحب الكميات الموجودة في الأسواق بأنه "إجراء احترازي"، وشدد على أن كميات حليب الأطفال "سيميلاك غين بلس3" المنتج بواسطة شركة فونتيرا النيوزيلندية للألبان، التي سحبت من الأسواق السعودية ليست ملوثة. ويأتي رد المشعل مخالفا للبيان الذي أصدرته وزارة التجارة بخصوص رصد بعض العبوات الملوثة من المنتج مثار الجدل في الأسواق. وعلى الرغم من تأكيداتها بسلامة المنتج، إلا أن رئيس "الغذاء والدواء" دعا المستهلكين إلى التوقف عن استخدام "سيميلاك غين بلس3"، احترازيا. كرر الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور محمد المشعل، جملتي أن "الحليب الملوث الذي سحب من الأسواق المحلية سليم 100%"، وأن الشحنة لم تدخل إلى المملكة أكثر من مرة في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس في مقر الهيئة في مدينة الرياض، كما كشف عن أن الشحنتين اللتين منع فسحهما كان فيهما 3720 كرتونا من تشغيلة البودرة الملوثة. مشيرا إلى أن كميات حليب الاطفال "سيميلاك غين بلس3 " (Gain Plus3)، المنتج بواسطة شركة "فونتيرا" النيوزيلندية للألبان التي سحبت من الأسواق السعودية ليست ملوثة وتمثل 96% من الكمية الموجودة في الأسواق، وأن الإجراء الذي قامت به الهيئة في عملية سحب المنتج هو إجراء احترازي لتطمين المواطنين والمقيمين، لافتا إلى أن الشحنة الملوثة لم تدخل إلى المملكة ويبلغ حجمها ما يقارب 3 آلاف كرتون. وأكد الدكتور المشعل أن الرقابة على الأسواق هي من اختصاص وزارتي الشؤون البلدية والقروية والتجارة، ولم تنتقل بعد إلى "الغذاء والدواء" ولكنها ستكون ضمن اختصاصها مستقبلا، مشيرا إلى أن الهيئة حذرت المواطنين من منتج الحليب الملوث لوجود خلل في المنتج كإجراء احترازي وعليهم التوقف عن استخدامه، لافتا إلى أنه على الرغم من أن الإجراء احترازي إلا أن "الهيئة قامت بسحب المنتج رغم أن الوقت وقت إجازة ولم تستطع سحبه 100% من الأسواق، والمنتج الذي سحب سليم 100% وإلى الآن لم يثبت أي شيء بشأنه". وأوضح رئيس الهيئة العامة للغذاء والدواء أنهم لا يستطيعون فرض عقوبات على الوكيل أو الشركات، موضحا أن عملية السحب تكون بثلاث درجات، وأن جميع الهيئات الرقابية في دول العالم متصلة ببعضها البعض من خلال تبادل المعلومات والتبليغ، سبق وأن اكتشفنا أضرارا جانبية لدواء للسكر وتم إبلاغ بقية الدول بخطورته. وشدد المشعل على أن الهيئة ستشدد الرقابة على كافة الشحنات، مؤكدا أن عدد العاملين في المنافذ جيد، والعمل قائم بشكل مميز ونطمح في الزيادة. وكانت الهيئة قد أصدرت بيانا سلمته للصحفيين في المؤتمر ذاته، وذكرت فيه أنه في يوم الجمعة 25 رمضان المنصرم حسب تقويم أم القرى الموافق 2 أغسطس تلقى مركز الإنذار السريع للغذاء بالهيئة بلاغاً من الشبكة الدولية للسلطات المعنية بسلامة الغذاء (Infosan) تضمن معلومات بخصوص إرساليتين تم تصديرهما للمملكة، وتحتويان على 9 "تشغيلات" من منتج بودرة حليب الأطفال "سيميلاك غين بلس3"، المنتج بواسطة شركة فونتيرا النيوزيلندية للألبان لصالح شركة "أبوت" والمحتمل تلوثها ببكتيريا "كلوستريديوم بوتولينيوم" ولخطورة هذا الميكروب وحساسية الفئة المستهلكة للحليب، وهي العمر من سنة إلى ثلاث سنوات، فقد قامت الهيئة بالإعلان الفوري عن بيانات الشحنتين بموقعها الرسمي مع التأكيد على أنها لم تفسح. وأضافت أنه بعد الإعلان قامت الهيئة بالتواصل مع وزارة الصناعات الأولية النيوزيلندية وشركة فونتيرا النيوزيلندية للألبان، واتضح أن التلوث البكتيري انحصر في تشغيلة واحدة فقط وليس في 9 تشغيلات ورقم التشغيلة الملوثة هو (287824k402) وتاريخ إنتاجها 2 مايو 2013 وتاريخ انتهاء صلاحيتها 13 أكتوبر 2014، وتأكد للهيئة أن هذه التشغيلة لم يسبق دخولها للمملكة في أي إرسالية سابقة للإرساليتين المعلن عنهما والتي لم يتم فسحهما. وأشارت إلى أن بيانات الإرساليتين اللتين لم يتم فسحهما هما، رقم بيان الاستيراد الجمركي (220238) وتاريخ 13/9/1434، وكميتها (3606) كرتونات منها (3465) كرتونا من التشغيلة رقم (287824k402) الملوثة وباقي الكمية وقدرها (141) كرتونا من تشغيلات غير متأثرة بالتلوث. والإرسالية الثانية رقم بيان الاستيراد الجمركي لها هو (224683) وتاريخ 16/9/1434 وكميتها (1383) كرتونا منها (255) كرتونا من التشغيلة رقم (287824k402) الملوثة وباقي الكمية وقدرها (1128) كرتونا من تشغيلات غير متأثرة بالتلوث. وأكدت الهيئة على أنه لم يتم فسح جميع الكمية بالإرساليتين بما في ذلك التشغيلات غير المتأثرة. وأضافت أنه بمراجعة سجلات الاستيراد اتضح أن أجزاء من التشغيلات الثماني وهي تشغيلات غير متأثرة بالتلوث سبق وأن دخلت أجزاء منها للمملكة في إرساليات سابقة وهذا ما يفسر وجودها بالأسواق، كونها دخلت السوق المحلي في إرساليات سابقة على مدى عدة أشهر والتي نعيد التأكيد على أنها غير متأثرة بالتلوث. وأكد البيان أنه تم إلزام وكيل شركة "أبوت" بسحب جميع تشغيلات الحليب من الأسواق.