تسببت تصريحات نائب الرئيس المصري للعلاقات الدولية محمد البرادعي الأخيرة حول إمكانية العفو عن الرئيس المعزول محمد مرسي - ما لم يكن متورطاً في قضايا خطيرة - في جدل سياسي واسع في البلاد، خاصة بعد أن اعتبر البرادعي في تصريحات لصحيفة "واشنطن بوست"، أن هذا العفو، يمكن أن يدخل ضمن صفقة لتسوية "الأزمة الراهنة"، لأن مصير الدولة أكثر أهمية من الدخول في صراعات. وهاجمت أحزاب سياسية وشخصيات عامة وحقوقية ونُشطاء تلك التصريحات ووصفتها بأنها "غير مسؤولة وتدل على أن أيادي من يحكمون مصر حالياً مرتعشة" ولا توجد لديهم القدرة على اتخاذ القرار، فيما دافع البعض الآخر عن البرادعي وقال إن من يهاجمونه يتصفون بقصر النظر والسطحية. من جهته أعلن المجلس المصري للقوى الوطنية والحكماء برئاسة الدكتور عبد العزيز عبدالله رفضه الشديد لمقترح الإفراج عن مرسي في إطار صفقة. وأكد في بيان له أمس أن هذا الاقتراح أثار حفيظة جميع التيارات السياسية وأدى إلى إثارة البلبلة في الشارع السياسي، وطالب البرادعي بالتزام الحيدة والحذر فيما يتعلق بإرادة الشعب لأنه هو الوحيد الذي فوض الحكومة ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي في اتخاذ ما يلزم تجاه ما يواجه مصر من مخاطر. وفي ذات السياق انتقد القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين ثروت الخرباوي تصريحات البرادعي قائلاً "الأيادي المرتعشة لا تصنع مستقبلاً لمصر، ولا تستطيع أن تبني نظاماً"، وأكد الخرباوي أن خروج مرسي دون محاكمة سيؤدي إلى تشكيل الإخوان لحكومة منفى في الخارج، بتأييد من بعض الدول المتعاطفة معهم الأمر الذي سيؤدي إلى عدم الاستقرار. وبدوره أكد عضو مجلس الشعب السابق محمد أبو حامد أن من أخطأ في حق الشعب والدولة لا يملك أحد أن يصدر عنه عفواً، لأن الشعب لم يفوضه لذلك. لافتاً إلى أنه من المثير للريبة أن يتم تجاهل جرائم الإخوان الإرهابية في حق الشعب، ويدور الحديث عن التعايش معهم. من جانبه استنكر المتحدث باسم حزب "الوفد" عبدالله المغازي، دعوة البرادعي التي أعلنها عبر حديثه مع صحيفة أجنبية، والخاصة بالعفو عن مرسي. وأكد المغازي أن هذه التصريحات "بها قدر كبير من الميوعة السياسية غير المقبولة، في هذه المرحلة، وتعتبر تخاذلاً كبيراً في حق الشعب من مسؤول حكومي كبير". من جهته أكد الناشط السياسي عبد الحليم قنديل أن الشعب المصري فوض السيسي لمحاربة الإرهاب واتخاذ الإجراءات اللازمة لاستقرار البلاد، وقال "حينما فوض الشعب الجيش، طلب منه اتخاذ الإجراءات اللازمة لجعل البلاد أكثر استقراراً". وتعجب قنديل من تصريحات البرادعي الداعية إلى الإفراج عن مرسي دون محاسبة أو عقاب، مشيراً إلى أنه تجاهل الثورة التي اندلعت في 30 يونيو وشارك فيها الملايين.