قررت هذا العام أن تكون إجازتي السنوية متوافقة مع شهر رمضان، لإتمام نصف ديني وملاحظة الفرق في السلوك بين العمل والإجازة خلال الصيام. بدأ شهر رمضان المبارك واختلف التوقيت الفعلي لمواعيد الدوام الرسمي، فوجدت اختلافا في طريقة التعامل مع الموظفين بشكل عام من خلال ما أسمعه من نقاش إخوتي بعد عودتهم من العمل، فكانت البداية مع أول أيام الشهر تشير للتحول المفاجئ والانحراف غير المتوقع في إنجاز العمل، ومحاولة التأقلم مع الوضع الجديد لكن كان الوضع يشير إلى صعوبة ذلك دون التدرج البطيء للوصول لتحقيق المراد، لكن لاحظت أن العمل بدأ يسير بكل يسر وسهولة بعد يومين من بداية العمل. هناك حقائق علمية ودراسات توضح لنا كيف نتعامل مع المدير الصعب، ومع ضغوط العمل والتطور المفاجئ. فإذا كنت موظفا في القطاع الحكومي، أو إحدى الشركات، وكانت وظيفتك هذه تقابل احتياجاتك المادية براتب يكفي الحاجة لاحتياجاتك الشخصية براتب مجز وطبيعة عمل تلائم قدراتك وما كنت تحلم به، فهذه مؤشرات إيجابية لنجاحك في هذا العمل والانضباط.. بعيداً عن كل ذلك ما الحل إذا كان المدير هو المشكلة التى تقابلك وتؤرق حياتك؟ لأن كافة العناصر الباقية إن وُجدت بها مشاكل فمن السهل التعامل معها والتغلب عليها. لعلي من هذا المقال أصل إلى تحقيق هدف كل موظف يسعى للنجاح والاستمرار دون أي متاعب مع المدير المشاغب من خلال تجربتي مع زملائي في السنوات الماضية. التعامل مع رئيس عمل صعب يدخل ضمن إطار التحدي الذي يوضع فيه الشخص وإما أن يثبت كفاءته أو فشله، وهو شيء جدير بالدراسة والتطبيق في نفس الوقت. لابد أن تتفهم أولاً الأسباب التى تدفع "جناب المدير" للتعامل معك بهذا الأسلوب ومع باقي الموظفين. افترض دائما أن هذه ليست طبيعته، لأنه يتصرف بمنطقية شديدة، وما يدفعه لهذا السلوك هو الضغوط التى تكون علي عاتقه، وأن الفرصة دائماً متاحة لتقويم السلوك. أما إذا كان الأمر يصل إلى حد تصرفات تنم عن الكراهية وإلى أسلوب ينتقصه الاحترام المتبادل بعيداً عن أعباء العمل المطلوبة منه فهذا ليس بالشيء الهين والذي لابد من التوقف عنده حتى ولو لوهلة واستشارة الغير ممن تثق بهم ليقيموا حلولك. كما أنك بحاجة أيضاً إلى التعامل مع مشاعرك السلبية تجاهه بغض النظرعن سلوكه غير الحميد بطريقة إيجابية، فلا تدفع نفسك إلى الوقوف أمامه بشكل هجومي ومن سينتصر على الآخر. وبمجرد أن تتفهم طبيعة سلوكه، وبتعديل سلوكك السلبي يمكن أن يكون هناك حل للمشكلة. قصة طريفة حدثت لي في الشركة السابقة قبل عامين، حيث اختلفت مع مديري المباشر في العمل بعدما اتخذ القرار الأخير في التعامل الصعب وتطبيق قانون الخصم على المتأخرين والغائبين عن مواعيد الدوام الرسمي. حاولت التفاوض معه لكن دون جدوى، وجدت أنني أواجه مشكلتين، الأولى منصب المدير العام، وهذا لا شك فيه صعب النقاش معه في الأمور الإدارية، لأنه منبع القرار الأول والأخير. والأمر الثاني والظريف وزنه الهائل الذي غلب على أمري وجعلني أستسلم للأمر الواقع، فكنت الضحية بسبب وزني بجانب المدير العام، ومع ذلك كنت خارج عن إرادتي في التعامل مع مديري وقت نهار رمضان، ولكن أثناء الدوام المسائي كان الوضع مختلفا تماماً، ربما لأن الإفطار كان جيداً، ولكن مع ذلك لكل مشكلة حل ولحل المشاكل الخارجة عن الإرادة أثناء العمل هو ضبط النفس مع المدير المشاغب.