ما كادت جمعة "مكافحة العنف والارهاب" بمصر تنقضي بسلام، حتى استيقظ المصريون فجر أمس على أحداث دامية قرب مسجد رابعة العدوية بين الشرطة و"الإخوان" مناصري الرئيس المخلوع محمد مرسي، أسفرت عن عشرات القتلى ومئات الجرحى تفاوت تحديد عددهم. وفيما أعلن مصدر في وزارة الصحة سقوط 74 قتيلا و748 جريحا، أعلن الإخوان أن القتلى أكثر من 120، والجرحى أكثر من ألف. واتهم وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم "الإخوان" ب"المتاجرة بالدم"، مشيراً إلى أن الأحداث بدأت عندما حاول الإخوان قطع أحد الجسور الرئيسية بالعاصمة فتصدت لهم قوات الأمن وفرقتهم باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، كما اشتبك معهم أهالي المنطقة وتدخلت قوات الأمن للفصل بين الجانبين. إلى ذلك، أكدت سفارة المملكة لدى القاهرة عدم صحة الأنباء التي ترددت حول اقتحام مقرها. وقال السفير السعودي أحمد قطان، إن الجهات المصرية المختصة تقوم بواجبها على أكمل وجه لحماية مقر السفارة. اتهم وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم قيادات الإخوان بافتعال أحداث عنف خلال مظاهرات أول من أمس، قائلا إن بعض أنصار الرئيس السابق سعوا لاستثمار الموقف بصورة سياسية، وأضاف "من العيب أن يتاجر الإسلاميون بالدم". وردا على سقوط قتلى بميدان رابعة العدوية قال إن قوات الشرطة "كانت موجودة في شارع النصر وبينها وبين المتظاهرين مسافة كبيرة، إلا أن هؤلاء تحرشوا بالشرطة وبدؤوا الاعتداء عليها. فحاولت تفريقهم بقنابل الغاز المسيل للدموع، لكنهم عادوا فجأة وشرعوا في إطلاق الأعيرة الحية والخرطوش على القوات. وبدأ بعض أهالي المنطقة في الاشتباك معهم وحصل كر وفر وحاولنا أن نفصل بينهم حتى الصباح. وكان من نتيجة الاشتباكات إصابة عدد كبير من الضباط والمجندين في الشرطة بالرصاص الحي والخرطوش، من بينهم ضابطان في مستشفى مدينة نصر أصيبا بطلقتين في العين وحالتهما خطيرة". وأكد إبراهيم وجود بعض حالات الاحتجاز لمواطنين في اعتصامي رابعة العدوية وميدان نهضة مصر، وقال "هناك 3 حالات تعذيب أدت إلى الوفاة في النهضة، وحالات تعذيب أخرى أفضت إلى الموت في رابعة"، موضحا أن المعتصمين ألقوا القبض على هؤلاء الأشخاص اعتقادا منهم بأنهم يتجسسون عليهم وضربوهم حتى الموت. واتهم أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بتضخيم الأمور قائلا "كعادتهم يحاول الإخوان تزييف الحقائق بزعمهم أن الضحايا أكثر من 120 قتيلا، وذلك بعد أن أصابتهم حشود المصريين في مليونية "تفويض الجيش" بالجنون". وطالب الجميع بإعلاء المصلحة الوطنية على ما سواها قائلا "أناشد الجميع أن يتعقلوا، لأن كل من في رابعة العدوية هم إخوة وكلنا مصريون يجب أن ننهي الصراع في الشارع الذي يسقط فيه كل يوم ضحايا ونتمنى من الله أن يرجع الكل إلى صوابه ويبدأ في الاندماج في العملية السياسية لينتهي هذا الصراع الذي ليس من مصلحة أحد". وكان مسؤول في وزارة الصحة المصرية قال إن عدد القتلى في أحداث طريق النصر قرب مكان اعتصام أنصار مرسي في ميدان رابعة العدوية ارتفع إلى 74 قتيلا، إضافة إلى أكثر من 750 جريح، حسبما قال نائب رئيس هيئة الإسعاف بوزارة الصحة محمد سلطان الذي أشار إلى أنه تم توزيع المصابين على بعض مستشفيات القاهرة. وكان المستشفى الميداني برابعة العدوية قد زعم في وقت سابق أن 120 قتيلا وقرابة الألف مصاب قد سقطوا في الأحداث التي شهدها طريق النصر في ساعة مبكرة من صباح أمس. وكان المتحدث باسم القوات المسلحة العقيد أحمد محمد علي قد وجه فجر أمس رسالة شكر للشعب المصري عبر صفحة القوات المسلحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قال فيها "الشعب المصري العظيم.. تعظيم سلام وشكرا"، وذلك عقب انتهاء فعاليات مليونية مواجهة الإرهاب. في غضون ذلك أصدر اتحاد كتاب مصر أمس بيانا فوض فيه الجيش والشرطة للتصدي لكل أشكال العنف التي يمارسها "فصيل سياسي يرغب في إحراق البلاد". وأضاف البيان الذي وقع عليه 66 كاتبا ومثقفا مصريا "نظرا للحالة الأمنية غير المستقرة التي تمر بها البلاد منذ عزل الرئيس السابق، وازديادها يوما بعد يوم، حتى أصبح لا يمر علينا يوم دون سقوط 7 أو 8 شهداء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى من رجال الجيش أو الشرطة أو المواطنين المدنيين العزل، فإننا نفوض الجيش والشرطة لمواجهة الإرهاب". من جهة أخرى رفض الرئيس المعزول محمد مرسي المحبوس حاليا 15 يوما على ذمة التحقيق في اتهامه بالتخابر مع حماس لقاء وفد حقوقي زاره في محبسه ليلة أول من أمس، وفوض رئيس ديوانه السفير رفاعة الطهطاوي للقاء الوفد الذي أكد أن مرسى يتمتع بحالة صحية ونفسية جيدة. وضم الوفد كلا من نائب الرئيس الأسبق للمجلس القومي لحقوق الإنسان محمد فايق ومدير المركز العربي لاستقلال القضاء ناصر أمين. وكان الهدف من الزيارة هو كتابة تقرير حقوقي والتأكد من تحقق المعايير اللازمة لحبس مرسى باعتباره مواطنا مصريا. وقالت مصادر مطلعة إن السبب في رفض مرسي لقاء الوفد الحقوقي هو رغبته أن يضم المفكر الدكتور محمد سليم العوا. وقال ناصر أمين إن الطهطاوي اشتكى من عدم تمكن المحتجزين من التواصل مع ذويهم، وعدم وجود زيارات، بالإضافة إلى منع المحامين من مقابلتهم. وأضاف أن الوفد توجه بالسؤال إلى محمد مرسى ومرافقيه حول وجود ضغوط أو تهديدات أو إكراه على اعترافات خلال التحقيقات، وكانت إجابتهم بالنفي. كما أشاد الطهطاوي بمعاملة الحرس لهم، حيث أكدوا أنهم يعاملونهم معاملة جيدة ومحترمة للغاية.