فوّض الشعب المصري أمس وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي بمحاربة الإرهاب، وذلك عبر تلبية دعوته بتنفيذ تظاهرات حاشدة شهدتها المدن المصرية، دون أن تخلو من استعراض قوي بينهم وبين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي. ورغم دعوة العديد من القوى والفعاليات السياسية للمتظاهرين إلى التزام السلمية في التعبير عن توجهاتهم، إلا أن المظاهرات لم تخل من أحداث عنف، حيث سقط على الأقل 3 قتلى في الإسكندرية وأصيب عشرات آخرون بجروح في القاهرةودمياط. في غضون ذلك نفى المتحدث باسم الجيش العقيد أحمد محمد علي أن يكون الجيش قد حدد ساعة صفر للقضاء على الإخوان، وأكد أن ترديد هذه الإشاعة يهدف إلى تشويه سمعة القوات المسلحة، وأن دعوة السيسي موجهة للجميع بدون استثناء لنبذ العنف والإرهاب. شهدت مصر أمس عدة مسيرات مليونية في أقوى استعراض للقوة بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضيه الذين استجابوا بكثافة لدعوة وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي للنزول إلى الميادين لإعطاء الجيش تفويضاً لمحاربة الإرهاب. ولتأمين المظاهرات والحفاظ على سلميتها قامت الجهات الأمنية بتوزيع مئات المدرعات التابعة للشرطة والجيش على مداخل الميادين الكبرى في القاهرة. وقد وقعت اشتباكات بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، ومتظاهرين مؤيدين لدعوة القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي بالاحتشاد في الميادين، ففي الإسكندرية قتل 3 أشخاص وأصيب 50 آخرون. وقال المسؤول في وزارة الصحة محمد أبوسليمان في تصريحات صحفية إن القتيلين لقيا بمصرعهما خلال اشتباكات في ميدان محطة الرمل بقلب الإسكندرية. وفي القاهرة أصيب العشرات بجروح وكدمات وكسور وطلقات خرطوش في الاشتباكات التي وقعت بمنطقة شبرا، بينما أصيب 8 آخرون في الاشتباكات التي وقعت بميدان الحرس بمحافظة دمياط. في المقابل ألقت مروحيتان تابعتان للجيش بطاقات بألوان علم مصر مكتوب عليها كلمة "شكراً" على المتظاهرين المؤيدين للجيش والمحتشدين في ميدان التحرير استجابة لنداء السيسي، وقابل المتظاهرون هذه اللفتة من قبل الجيش بترديد هتاف "الجيش والشعب يد واحدة". إلى ذلك نفى المتحدث باسم القوات المسلحة العقيد أحمد محمد علي ما يتم تداوله من أنباء وتصريحات منسوبة لرئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق صدقي صبحي مفادها أن ساعة الصفر للقضاء على مؤيدي مرسي كانت مقررة في تمام الرابعة والنصف من عصر أمس. وقال إنه لا صحة لهذه المعلومات شكلاً وموضوعاً، وتأتي ضمن سلسلة الأكاذيب والمعلومات المغلوطة التي تهدف لتشويه صورة المؤسسة العسكرية التي سبق أن أكدت أن دعوة السيسى للنزول إلى كافة ميادين مصر "لا تحمل تهديداً لأطراف سياسية بعينها، بل جاءت كمبادرة وطنية لمواجهة العنف والإرهاب الذي لا يتسق مع طبيعة الشعب المصري ويهدد مكتسبات ثورته وأمنه المجتمعي، واستكمالاً لمسيرة ثورة 30 يونيو المجيدة التي استمدت شرعيتها من إرادة الشعب العظيم"، حسب قوله. من جهة أخرى قام عدد من المسلحين المجهولين بإطلاق قذائف "آر بي جي" على معسكر الأمن المركزي بحي الأحراش بمدينة رفح بالتزامن مع وقوع اشتباكات مسلحة بين مجهولين وقوات تأمين المعسكر، وتعرض كمين لقوات الجيش أمام مبنى الضرائب العامة بمدخل حي الكوثر بمدينة الشيخ زويد ومحيط قسم شرطة الشيخ زويد إلى إطلاق نار كثيف من مجهولين. في سياقٍ منفصل نفت السلطات المصرية أن يكون قد تم نقل مرسي إلى سجن طرة، وقال مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون اللواء مصطفى باز إنه لم يتسلم حتى الآن قرار الحبس الاحتياطي الصادر بحق الرئيس المعزول محمد مرسي أو يخطر به، وفقاً لصحيفة "اليوم السابع" المصرية. مضيفاً أنه لم يستقبل أي مكاتبات أو أوامر بشأن استعدادات خاصة لاستقبال الرئيس المعزول، مؤكداً عدم نقل مرسي حتى الآن إلى أي سجن من السجون التابعة لوزارة الداخلية. وكان قاضي التحقيق المنتدب من محكمة استئناف القاهرة المستشار حسن سمير قد أصدر أمس قراراً بحبس الرئيس السابق محمد مرسي لمدة 15 يوماً احتياطياً على ذمة التحقيقات التي يجريها معه، بعد أن قام باستجوابه ومواجهته بالأدلة وتوجيه الاتهامات له في الجرائم التي ارتكبها وآخرون. وقالت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" الرسمية إن القاضي قرر حبس مرسي احتياطياً "بعد أن قام باستجوابه ومواجهته بالأدلة وتوجيه الاتهامات له في الجرائم التي ارتكبها وآخرون". وكلف قاضي التحقيق النيابة العامة بسؤال بعض الشهود إعمالا للسلطة المخولة له بنص قانون الإجراءات الجنائية. إلى ذلك نفى الأزهر أمس تحيزه لفريق على حساب آخر من المصريين، مؤكداً أن بياناته موجهة للمصريين جميعاً دون تفرقة أو انحياز. وأكد في بيان باسم شيخه الدكتور أحمد الطيب مساء أمس أنَّ النداء كان للجميع "أن يهبُّوا بما فيهم من حبٍّ للوطن وحرصٍ على استقراره؛ لإنقاذ مصر من كلِّ ما يلحق بها من ضررٍ أو خطر، وأن يكون خُروجهم للتعبير عن رأيهم محكوماً بالسلمية والرقي في كلِّ الميادين؛ وأن يعلنوا رفضهم الكامل لكلِّ أشكال العُنف والممارسات الإرهابية وخاصةً التي تحدُث في سيناء". أميركا تتجنب وقف المعونات تجنبت حكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما اتخاذ قرار بشأن قطع معظم المعونات السنوية الأميركية لمصر والتي تبلغ قيمتها 1.55 مليار دولار وذلك بقولها إنها لا تنوي تقييم ما حدث في مصر وهل تعتبره انقلابا عسكريا أم لا. وبهذا تكون واشنطن قد حلت المأزق الذي تواجهه وهو أنه عليها أن تمتثل للقانون الذي يقضي بقطع معظم المعونات في حالة وقوع انقلاب عسكري. في "أي بلد يتم خلع رئيسه أو تتم الإطاحة به في انقلاب يلعب فيه الجيش دوراً حاسماً." غير أن مسؤولاً أميركياً قال "ليس في مصلحتنا اتخاذ مثل هذا القرار". واشنطن: رويترز