"لا بد أن يعرف الناس أننا نعاني من الممثلين السعوديين.. والأسماء الكبيرة تفرض علينا بعض الاشتراطات"، بهذه الكلمات بدأ المخرج فهد الحمود حواره مع "الوطن"، وزاد بأن بعض الممثلين وصلوا لمرحلة الغرور، ويتحكمون بالنصوص والإخراج، مشيرا إلى أنهم تعاونوا مع ممثلين خليجيين ليعلم هؤلاء أن هناك نجوما غيرهم. وأضاف الحمود أن عبدالله السدحان عرض عليه أثناء لقاء بمكتب النجم "ناصر القصبي" وبعد جلسة خفيفة مليئة بالأريحية المشاركة في إخراج 10 حلقات من "هذا حنا" مع ثلاثة مخرجين آخرين عرض عليهم العمل، ولكن بعد أن جلس معه واستمع إلى رؤيته الإخراجية قرر تكليفه بإخراج العمل كاملا، فإلى تفاصيل الحوار. كيف تم ترشيحكم لإخراج مسلسل "هذا حنا"؟ قبل ثلاثة أشهر من البدء بالعمل قابلت عبدالله السدحان بالصدفة في التلفزيون السعودي بمكتب عبدالرحمن الهزاع في أول لقاء يجمعني به أثناء تجهيزه لمسلسله "هذا حنا"، بينما كنت أعمل على إخراج مسلسل آخر، فجلسنا جلسة خفيفة مليئة بالأريحية ولم نتطرق بحديثنا إلى العمل في حينه، ولكن جاءني بعدها اتصال من عبدالله السدحان، وعرض علي المشاركة في إخراج 10 حلقات من مسلسل "هذا حنا" ضمن ثلاثة مخرجين، فقرأت الحلقات العشر، وكانت مكتوبة بشكل جيد، واجتمعنا نحن المخرجين المرشحين مع الكتاب ومع المنتج السدحان، وتم إجراء مناقشة جماعية لمعالجة الأفكار، وتوضيح رؤية كل واحد منا، بعدها تلقيت اتصالا آخر من السدحان يخبرني فيه قراره بتكليفي بإخراج العمل كاملا، وهذه المهمة بالنسبة لي هي المهمة الأجمل والأصعب بنفس الوقت. هل تخليت عن عملك الآخر من أجل مسلسل "هذا حنا"؟ لا لم أتخل عنه، لكن تم تأجيله، ورغم أنه قررت قناة خليجية عرضه في رمضان هذا العام كلفت بإخراج "هذا حنا" فشعرت أن الأفضل القيام أولا بإخراج هذا المسلسل لكونه عملا قويا وحساسا، وهي فرصة لا تفوت. "هذا حنا" هو "طاش ما طاش" ولكن بعنوان آخر، أليس كذلك؟ لا .. مهمتى الأولى أن أخرج هذ العمل من ثوب "طاش ما طاش"، لأنه إذا كان شبيها به فإننا لن نقدم شيئا جديدا. لكن "عبدالله السدحان" ذكر في ناد ثقافي بالكويت أن "هذا حنا" هو "طاش ما طاش"؟ "عبدالله السدحان" كان يقصد الأفكار أو الشخصيات التي تعمل في هذا المسلسل، خصوصا أنه قام بمبادرة مغايرة تماما ل"طاش" وهي القيام ببطولة 15 حلقة، في حين سيظهر كضيف شرف في إحدى الحلقات على مشهد ومشهدين، بينما اعتدنا في "طاش ما طاش أن يظهر عبدالله وناصر" فقط، فقد تحلى السدحان بالإيثار، وترك باقي الحلقات لنجوم آخرين تقديرا منه لهم على مشاركتهم، وهذا تصرف لا يقوم به أي منتج أو بطل عمل إلا نادرا، وهو أول المؤيدين لي للخروج من صورة "طاش ما طاش". هل أنت واثق من أن بعض الحلقات ستحظى بأصداء جيدة بين الجمهور؟ أثق في أن حلقات عديدة ستكون لها أصداء جيدة بين الجمهور، على رأسها الحلقة الثالثة وهي بعنوان "خدعة بصرية"، وتقوم ببطولتها الممثلة البحرينية هيفاء حسين، وهي حلقة اجتماعية تتناول مشاكل المشاغل النسائية، وهي مقتبسة عن قصة واقعية، وكانت منذ فترة قضية رأي عام. ولكن ربما تكون ردة فعل الجمهور سلبية تجاه الخروج عن اللون المحلي في المسلسل من حيث "اللهجة" والممثلين"، ما تعليقك؟ كلامك سليم، لكن توجه هيئة الإذاعة والتلفزيون الآن الانفتاح على الخليج، لأن الجمهور الخليجي يعلم أن هناك أناسا يعملون في الدراما السعودية، وهذه النافذة هي التي توصلنا للجمهور الخليجي، فلو جعلت العمل سعوديا فقط، ما حققنا أي شيء من هدف هيئة الإذاعة والتلفزيون، لذا تعاونا مع سعد الفرج لكي نصل للجمهور الكويتي، ومع صلاح الملا لنصل للجمهور القطري، ولا أنكر أن في العمل حلقات سعودية بحتة". تعاونك بهذا العدد الهائل من ممثلين خليجيين في "هذا حنا" يوحي كأنك تقول للجمهور أن الكوميديا السعودية تفتقر لممثلين موهوبين، فما رأيك؟ لا بد أن يعرف الناس أننا نعاني من الممثلين السعوديين.. الأسماء الكبيرة تفرض علينا بعض الاشتراطات، ممثلونا وصلوا لمرحلة الغرور، وأصبحوا يتحكمون بالنصوص والإخراج وباقي الأمور التي لا تعنيهم، لذلك تعاونا مع ممثلين خليجيين، ليدركوا أن هناك نجوما غيرهم، وبعد أن تعاونا مع ممثلين خارج المملكة، خضع الممثلون المحليون المتغطرسون، لأنهم عرفوا أن هناك نجوما غيرهم وأفضل منهم، وهناك بعد آخر في الموضوع، وهو أننا نعاني أيضا من قلة الممثلين بالمملكة، ولا يوجد إلا خمسة يعتمد عليهم بالدراما السعودية. أخوك المخرج "عامر الحمود" بعد المشاكل القضائية مع السدحان والقصبي حول الملكية الفكرية لاسم "طاش ما طاش" ما هو ردة فعله عندما علم بهذا التعاون؟ عامر كان من المؤيدين والداعمين لي، ورحب كثيرا بإخراج مسلسل لعبدالله السدحان، وأكد لي أنها فرصة ثمينة، أما بالنسبة لقضية "طاش ما طاش" لا يحق لي أن أصرح بأي شيء تجاه ذلك، لأنه أمر يخص عامر الحمود، وعبدالله السدحان، وناصر القصبي. كيف كانت تجربتك مع عبدالله السدحان؟ عبدالله السدحان هرم في الدراما السعودية من حيث أدائه، وأخلاقه، وتعاونه، وعلى الممثلين الجدد الاستفادة منه، وهو كمنتج أعطاني كل ما يتمناه أي مخرج من حيث الصلاحيات، فكان تعاوني معه من أجمل التجارب بحياتي.