"عطونا الله يعطيكم .. بيت مكة يوديكم .. ويوديكم لهاليكم .. ويلحفكم بالجاعد .. عن المطر والرعد" على وقع هذه الأهزوجة الشعبية، بدأت كثير من المنازل في مدن وقرى الأحساء، وعلى وجه الخصوص المنازل، الواقعة في الأحياء الشعبية، استعداداتها لاستقبال "الأطفال" في احتفالية الليلة الشعبية "قرقيعان" المصادفة للنصف من شهر رمضان الحالي. وتأتي تلك الاستعدادات، التي بدأت منذ اليوم الأول من شهر رمضان لخلق أجواء كرنفالية وتراثية، احتفاءً بشهر رمضان المبارك، فيما تفضل بعض الأسر والجيران التزاور فيما بينها، وتبادل الأكلات الشعبية في صورة جميلة من صور التواصل والتراحم والتآلف بين أفراد المجتمع. ويحرص الأطفال الذين ينتظرون هذه الليلة على ارتداء الأزياء التقليدية "الشعبية" خلال طوافهم على الأحياء الشعبية في مدن وقرى المحافظة، وهم يحملون أكياساً مصنوعة من "القماش" لوضع الحلويات التي يجنونها من البيوت، من خلال تعليقها على رقابهم، وسط تنافس كبير فيما بين الأطفال داخل المجموعة الواحدة، على جمع أكبر كمية من الحلويات والمكسرات، فيما تفضل بعض الأسر الأخرى إعطاء الأطفال النقود بالإضافة إلى تقديم الأنواع المختلفة من العصائر والمأكولات المحببة والمياه إلى الأطفال والهدايا التي تشمل الدمى والألعاب الصغيرة، ويبقى الأطفال فرحين وفي سعادة عارمة من خلال زيارتهم لبيوت كثيرة، إذ توفر تلك المنازل لهؤلاء الأطفال الحلويات والمكسرات والمياه بكميات كبيرة، فيما يجوب الكبار الأحياء ويضربون على الطبول ويقدم إليهم بعض المال أو الحلويات والمكسرات. وبدوره، أشار أحمد الحدب "من كبار السن": إلى أن الاحتفال بليلة "قرقيعان" من أهم العادات الشعبية التراثية في الأحساء، وهي تعبير عن فرحة الأطفال بارتداء الملابس الجديدة، وسط تباهي الجميع بكمية الحلويات الأكثر، وهي مناسبة يشارك فيها الكبار والصغار في توزيع الحلويات على الأطفال، ويفضل أفراد بعض الأحياء الشعبية إقامة الحفل بموقع واحد من خلال وضع "طاولة" كبيرة، وأصحاب المنازل يتوافدون بإحضار حلوياتهم ومن ثم يتم توزيعها على الأطفال في أجواء احتفالية بعيدة عن مخاطر تنقل الأطفال في الطرقات والشوارع والميادين العامة بمفردهم، وما قد يصاحبها من حوادث دهس أو خلافه.