يعد إحدى العلامات البارزة في سوق البسطات الرمضانية في ينبع، فقد تعود رواده على رؤيته، يضرب لهم موعدا فيه كل عام، يحضر لهم مشروبهم المفضل في الأيام المباركة، الذي ورث صناعته وبيعه أبا عن جد، إنه ناصر المكي أحد أشهر وأقدم باعة السوبيا في ينبع. "الوطن" التقت المكي، الذي عبر عن اعتزازه بمهنته الموروثة، مشيرا إلى أنه يمارس صناعتها وبيعها منذ نصف قرن، لافتا إلى أن الصائمين يقبلون عليه خلال شهر رمضان، مبينا أن السوبيا تعتبر من المشروبات المغذية والمرطبة في آن واحد. وبين أن ارتفاع الحرارة هذا العام زاد من عدد الراغبين في شراء السوبيا، مفيدا بأن سعر كيس السوبيا يتراوح ما بين خمسة إلى عشرة ريالات. وعن كيفية صناعة مشروب السوبيا أشار إلى أنها تتكون من الشعير أو الخبز الناشف والزبيب، ثم يضاف إليها بعد تصفيتها مقادير من السكر وحب الهيل والقرفة، حيث تخلط بمقادير متناسبة، ويضاف عقب ذلك إليها الثلج للتبريد. ولفت إلى أنه تعرض بألوان متعددة بحسب مكوناتها، فالأبيض لون الشعير، والأحمر محلى بنكهة الزبيب، أما البني فيتضمن التمر الهندي، ناصحا بتناول مشروب السوبيا خلال يومين أو ثلاثة، لأنها تفقد قيمتها الغذائية بعد ذلك. وذكر أنه يبدأ في تصنيعها منذ مطلع كل فجر وينتهي عند أذان الظهر، أما البيع فيبدأ بعد صلاة الظهر مباشرة طيلة شهر رمضان الكريم. من جهته، أوضح المواطن خالد الغامدي أنه يفضل شراء السوبيا كل عام في شهر رمضان من بائع اعتاد عليه, مؤكدا أنه يعتبر مشروبا أساسيا على مائدة الإفطار في رمضان لدى الأسر في ينبع. ولفت إلى أن شراءه له لا يقتصر على شهر رمضان، بل حتى في الأيام الأخرى، مبينا أن لشراب الشعير الذي تتكون منه السوبيا فوائد صحية كثيرة، خاصة لعمل الكليتين. يشار إلى أن السوق الرمضاني في ينبع يجد إقبالا كبيرا من الزبائن، خاصة أن المأكولات المعروضة فيه معدة من ربات المنازل. ويعد السوق المخصص لبيع المأكولات والمشروبات الرمضانية أحد أشهر الأسواق الشعبية على مستوى محافظة ينبع حيث يمتد عمره إلى ما يزيد على 28 عاما. ويجد بعض رواد السوق فرصة للتجمع ولمقابلة الأصدقاء والأقارب والجلوس في السوق حتى يحين موعد الإفطار، ويمتاز السوق بتنوع البسطات فيه، ولعل أكثر ما يميز السوق كثرة البسطات المختصة ببيع السوبيا والكبدة المقلية.