تحولت المزارع الريفية في قلب مُحافظة عنيزة، أو ما يعرف في الأوساط المحلية ب"الحيطان"، إلى مزارات سياحية وأصبحت ملجأ للأهالي يتقون فيها حرارة الصيف، حيث تتراوح مساحاتها من ال3000 إلى 10.000 متر مربع تقريباً، وتحمل مسميات متوارثة إلى هذا اليوم؛ مثل: "حايط الخيَّاط" و"الدغيثرية" و"المعيذرية" و"مليحان" و"أبو وطيف" و"المحلاوية" و"السندية" و"البرغوش" و"المزادة" و"الحويطة"، إضافة ل"الفيضة". ومن حسن الطالع أن المزارع الريفية في محافظة عنيزة، والتي تتركز في أهم المواقع الاستراتيجية لها، لم يطلها ما طال غيرها من المباني الطينية من الهدم والإزالة. ونظراً لموسم الصيف الذي يشهد ارتفاعاً كبيراً في أسعار الشاليهات والاستراحات؛ فقد استغل عدد من الأسر تلك الحيطان، وجعلوا من تلك المزارع القديمة مكاناً للتنزه، وتلجأ عشرات الأسر للجلوس فيها والراحة لساعات طويلة منذ الصباح الباكر إلى المساء؛ حيث يرتادونها الناس بالمجان. المُزارع محمد البراهيم التركي، يُفيد بأنه لا يُمانع من زيارة أي عائلة لمزرعته، ويفرح بارتيادها من قبل تلك العائلات والزوَّار؛ لأن المكان واسع ولا يُوجد ما يستوجب التكاليف والأعباء عليه. ويشير التركي إلى أن العائلات التي ترتاد مزرعته يجلبون برفقتهم لوازم (الرحلة) من تجهيز الغداء والأمتعة؛ لكي يأخذوا مكانهم منها في أي جهةٍ يكون فيها الظلال والماء، ويرجع الإقبال الكبير على حائطه لكون أن الأسر هجرت بعض الشاليهات والاسترحات الباهظة الثمن بسبب وجود البديل المجاني، ويحمسهم على ذلك الحياة القديمة التي يعيشونها وسط الماء والخضرة.