في الوقت الذي تعيش فيه معلمات المدارس الحكومية فرحة الانتهاء من عناء العام الدراسي، والاستعداد لإجازة الصيف في جو أسري هادئ، تعيش معلمات المدارس الأهلية قلقا وترقبا لقرارات وضعها ملاك المدارس الأهلية تتضمن تخييرهن بين دوام وحضور يومي منذ الصباح، أو الحرمان من راتب المدرسة، الذي يترتب عليه حرمان من الجزء المخصص من دعم الموارد البشرية. فقد كشفت مجموعة من المعلمات عن اتفاق جرى عقده من الباطن بين المعلمات وإدارة المدارس ينص على إدراج الرواتب في حساب المعلمات، ومن ثم إعادة سحبها مرة أخرى بعد أن يدرج الجزء المخصص من الموارد في حسابتهن، وذلك للارتباط بين جزئي الراتب. وأكدت المعلمة أريج الزهراني وزميلاتها عدم المصداقية في تطبيق بنود العقد الموحد الذي لم تستمر سعادتهن به، وقالت: ألزمتنا إدارة المدرسة بالدوام الكامل حتى في فترة الإجازات من الساعة السابعة إلى الثانية ظهرا، ويأتي ردها أمام أي نقاش في موضوع الإجازات مختصرا ولا يقبل المساومة: "اكتبي إقرارا بعدم رغبتك بالعمل وتنازلك عن الراتب". وأضافت المعلمة ولاء، أن مديرة المدرسة وضعت أمامهن الكثير من العراقيل والعقبات في الدوام؛ كي تجبرهن بطريقة غير مباشرة على رفض تمتعهن بالإجازة والراتب الكامل، ولم تترك لهن مجالا للتفاهم والمفاوضة نهائيا، واكتفت بإصدار قرار ملزم وعلينا فقط التنفيذ، وقالت: إن مديرة المدرسة خيرتنا بين الدوام إلى العشرين من شهر رمضان بما في ذلك يوم الخميس من الساعة السابعة إلى الثانية ظهرا، مشروطة بعدم السماح بالاستئذان أو حتى الغياب المرضي، أو الاستمتاع بإجازة بدون راتب، عدا ما هو مخصص فقط من دعم الموارد البشرية والمقرر لنا حتى نهاية شهر يونيو وكتابة إقرار بذلك للمدرسة!!! فيما تحدثت المعلمه "ن .و" - معلمة رياض أطفال - عن واقع غريب فقالت: كثيرا ما نكلف بأعمال خارجية مثل كتابة مناهج التدريس للسنة القادمة "العربي والحساب للأطفال" لكل معلمة 40 دفترا تقوم بكتابته، وعند الاعتراض يعلل الرد بأننا نستلم ستة آلاف ريال، ونهدد بالحرمان من الراتب في حالة عدم التنفيذ، وأحيانا نجبر للدوام حتى الساعة الثالثة عصرا رغم انصراف الأطفال منذ الساعة الثانية عشرة ظهرا، ويتم توقيعنا على عدم الاعتراض على الحضور مساء إذا طلب منا ذلك. وأجمعت المعلمات على أنه إضافة إلى الدوام الممتد من الصباح وحتى الثانية ظهرا في مثل أجواء جدة الحارة دون عمل، فنصاب الحصص متلاعب به، وزمن الحصة ممتد إلى ساعة وليس كما هو متعارف عليه 45 دقيقة، ولا يحق لهن الغياب بعذر أكثر من الخمسة أيام المسموح بها طوال العام، بصرف النظر عن حالات المرض الطارئة. وأشرن إلى عدم تطبيق بند مهم من بنود عقد الموارد البشرية، إذ لا يوجد لديهن تأمين طبي مثلهن مثل المعلمات غير السعوديات، كما أن مبلغ الموارد البشرية قد يتأخر إدراجه في حساباتهن بسبب تأخر إدارة المدرسة في تحديث البيانات. ولفتت إحدى المعلمات إلى أن هذا الإهمال يكون متعمدا أحيانا لإجبارهن على القبول بشروطهم التعسفية. لائحة عقد الموارد البشرية نصت لائحة العقد الذي أصدرته "الموارد البشرية" في بنده السادس المنظّم للإجازات على أنه يتم التمتع بالإجازة السنوية خلال العطلة الصيفية، على ألا تقل عن 21 يوما وتزداد إلى ما لا يقل عن 30 يوما إذا أمضى الطرف الثاني خمس سنوات في الخدمة، كما يحق للموظف التمتع بإجازة بأجر كامل في عيدي الفطر والأضحى واليوم الوطني وفقا لقرار وزير العمل واللائحة التنفيذية لنظام العمل.