وجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان أمس "إنذارا أخيرا" إلى المتظاهرين كي يخلوا على الفور حديقة جيزي في اسطنبول التي شكلت شرارة الاحتجاجات على الحكومة التي تهز تركيا منذ أسبوعين. وقال إردوغان "حافظنا على صبرنا حتى الآن، لكن صبرنا بدأ ينفد. أوجه إنذاري الأخير: أيتها الأمهات والآباء الرجاء سحب أبنائكم من هناك"، وذلك في كلمة في أنقرة أمام رؤساء البلديات المنتمين إلى حزبه، العدالة والتنمية. وكان مئات المتظاهرين الأتراك المناهضين للحكومة واصلو اعتصامهم في ميدان تقسيم في اسطنبول أمس. وأكد ممثل المتظاهرين تيفون كهرمان أمس أن اقتراح إردوغان إجراء استفتاء حول مستقبل الحديقة ليس قانونيا ولا مرغوبا فيه. وقال كهرمان، من حركة "تضامن تقسيم"، أكبر تنسيقية للمتظاهرين في الموقع، "هناك أصلا قرار قضائي أوقف الأشغال في الحديقة. في هذه الظروف إن إجراء مشاورة شعبية للبت في مصير الحديقة ليس قانونيا". وأكد أن "الشروط لم تتحقق" لتنظيم مثل هذا الاستفتاء، إذ إن القانون التركي ينص على أن اللجوء إلى الاستفتاء لا يتم إلا في إطار إصلاحات دستورية. وأضاف "هل نقرر تنظيم اقتراع لنعرف ما إذا كان علينا معالجة مريض بالسرطان؟"، موضحا أن حركة "تضامن تقسيم" التي تضم 116 جمعية ستجتمع في وقت لاحق للإعلان عن موقف رسمي مشترك من اقتراح إردوغان. من جانبه أكد وزير الداخلية التركي معمر غولير أمام الصحفيين في أنقرة، أن احتلال حديقة جيزي ينبغي أن يتوقف سريعا. وقال إن "احتلال الحديقة لا يمكن أن يدوم. منذ الأول من يونيو الجاري تحتل مجموعات مكانا عاما وتمنع الآخرين من الدخول إليه، يجب أن يتوقف كل ذلك قبل أن يسبب مزيدا من التوتر". وأضاف أن "هذا الوضع غير مقبول في ديموقراطية". ووقفت شرطة مكافحة الشغب أول من أمس على أطراف ميدان تقسيم ترقب الحشود وأخذ بعض المحتجين يغنون ويرقصون بينما وقف آخرون يصفقون لعازف البيانو الألماني ديفيد مورتيلو عندما عزف لحشود المحتجين.