يستغل كثير من الأطفال فوق سن العاشرة والشباب بالطائف فترة الإجازة الصيفية، في عدد من الأعمال المختلفة والتي يقضون بها أوقات فراغهم ، حيث يتسابق البعض منهم على العمل في بيع الفواكه والخضراوات على الطرقات وأماكن المنتزهات ، وخاصة بطريق الهدا والشفا فلا يخلو هذان الطريقان من المباسط التي يعمل فيها هؤلاء الشباب الذين يمتلكون سيارات نقل صغيرة قاموا بتحميلها بالفواكه المتنوعة والتي تشتهر بها الطائف في هذه الفترة من السنة إضافة إلى أن بعضهم يبحث عن التميز فقام بصنع بسطات صغيرة يجتمع عليها المصطافون أثناء صعودهم ونزلوهم من الهدا أو الشفا أو المنتزهات الكبيرة. عدد من هولاء الشباب الذين اتخذوا من طريق الهدا والشفا وسيلة لكسب قوتهم واستغلال وقت فراغهم تحدثوا ل"الوطن" عن طبيعة عملهم ، حيث يقول "سامي حسن 12" سنة إنه خطط لهذه العمل منذ بداية الفصل الدراسي الثاني وبدأ يحاول أن يستغل مكافأته في تحقيق هذا المشروع الصغير في الإجازة الصيفية، وبين أنه يحمد الله أن تحقق له ذلك حيث يستيقظ باكرا ويذهب لحلقة الخضار والفواكه ويقوم بشراء كمية من فواكه الطائف ليبيعها على المصطافين ، وقال إنه يستطيع أن يكسب قوت يومه من هذا البيع ويوفر مبلغا آخر لشراء فواكه لليوم التالي، وعن فكرة البيع يضيف: إنها فكرة خطرت بباله حينما أخذ يفكر أنه طالب خريج ولن يكون لديه مجال للصرف بعد تخرجه من الجامعة فقام بجمع مكافأته وبدأ ينفذ مشروعه علما بأنه حاول مع عدد من المراكز المشهورة والمحلات التجارية للعمل في فترة الإجازة الصيفية للأعوام السابقة ولم يجد سبيلا لذلك فقام على نفسه وصنع لنفسه مشروعا مصغرا وأوضح أنه يستغل الإجازة الصيفية وازدحام الطائف بالمصطافين من كل لون وجنس حيث يتوقف عنده المصطافون أثناء تنزههم ويقوم بعرض الفواكه والخضراوات عليهم ويلاقي فيها رواجا وإقبالا منهم. بينما أوضح "نايف الحارثي" أنه طالب بالمرحلة الثانوية ، وأن والده شجعه على العمل في بيع الفواكه خلال الإجازة الصيفية كونها هي المطلب الأغلب للمصطافين في هذه الفترة وبها مكاسب عدة إضافة إلى أن والده كان يحثه دائما على ألا يعتمد على غيره في كسب رزقه وقوت يومه مشيرا إلى أنه منذ بداية الإجازة وهو يعمل مرة بحلقة الخضار ومرة بسيارته على الطرق التي يمر بها المصطافون وزوار منطقة الطائف في هذه الفترة من العام. وقالت لطيفة العتيبي ربة منزل إنها تقوم بتشجيع أبنائها الذين لا يزالون على مقاعد المرحلة المتوسطة والثانوية لاستغلال إجازة الصيف والعمل في بيع الخضار والفواكه على الزوار والمصطافين أو العمل في الشقق المفروشة كموظفي استقبال مشيرة إلى أنها وعدد من جاراتها يشجعن أبناءهن على العمل الموسمي في كل عام وقد حققوا دخلا لا يستهان به.