خاضت الشرطة التركية معارك متواصلة مع مجموعة محتجين بعد اقتحام ساحة تقسيم في وسط اسطنبول في استعراض للقوة ربما يؤدي إلى إذكاء التوترات بعد نحو أسبوعين من بدء المظاهرات المناهضة للحكومة، فيما دعت واشنطن وباريس إلى إجراء حوار لحل الخلافات بين الحكومة والمحتجين. وفي الساعات الأولى من صباح أمس، وصل عناصر الشرطة مقنعين ومسلحين بالهراوات، فيما كان المتظاهرون غارقين في النوم تحت الخيم التي نصبوها في حديقة جيزي وساحة تقسيم، ليستفيقوا على قنابل الغاز المسيل للدموع التي أنذرتهم بأن الهجوم قد بدأ. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان وصف المتظاهرين مرارا بأنهم "حثالة" ومن المتوقع أن يلتقي بزعماء المحتجين في وقت لاحق، لكن مجموعة قالت إنها لم تتلق دعوة وإنها لن تحضر بأي حال. وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وسط آلاف المحتجين في ميدان تقسيم دون تحذير مساء أول من أمس. وتسبب الغاز المسيل للدموع في تفرقة الحشود إلى الشوارع الجانبية. وسمح عاملون في فنادق للمتظاهرين بالاحتماء داخلها في الوقت الذي كان يجري فيه استخدام مدافع المياه في أنحاء الميدان مستهدفة الشبان الذين يلقون الحجارة. وأبدت قوى غربية قلقها من الاضطرابات في تركيا. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كاتلين هايدن "نواصل متابعة الأحداث في تركيا بقلق وما زال اهتمامنا بدعم حرية التعبير والتجمع بما في ذلك حق الاحتجاج السلمي". من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن باريس تأمل في "التهدئة وضبط النفس" في تركيا وتدعو إلى "الحوار" بين الحكومة التركية والمتظاهرين، موضحا أنه يخشى أن تكون السلطات تلعب بورقة "تدهور الوضع". وذكرت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو أن التظاهرات في تركيا تمثل "الاختبار الجدي الأول" لانضمام هذا البلد إلى الاتحاد الأوروبي، منتقدة "استخداما غير متكافئ للقوة" في اسطنبول. وأفاد وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله بأن الحكومة التركية تبعث بإشارات خاطئة في الداخل والخارج من خلال رد فعلها على الاحتجاجات، ووصف الصور الواردة من ميدان تقسيم بوسط اسطنبول بأنها "مقلقة".