المتجول داخل مهرجان أبها للتسوق يجد "أيادي سعودية" كسرت الثقافة السائدة في مجتمعها، وقررت استغلال مواهبها وخبرتها التي تُعيبها العادات والتقاليد في السابق، باستثمار "الورد"، والإبداع في الإناقة. من بين تلك الأيادي، الشابان سعيد القحطاني وفهد العكاسي، اللذان يقفان في أحد المحلات في هذا المهرجان من أجل البيع والتعريف ب"الورد"، واستطاعا أن يجذبا الأنظار إليهم. يقول القحطاني ل"الوطن" فكرة المشاركة في المهرجان بدأت العام الماضي، عندما استأجرت محلا داخل صالة المهرجان الرئيسة لتغطية وقت الفراغ، بحثاً عن الرزق. والحمد لله كانت التجربة في العام الماضي ممتازة رغم العقبات والصعوبات التي واجهتني. ويضيف: في العام الحالي قررت تكرار التجربة، واستعنت بأحد الأصدقاء لكثرة العمل والإقبال الشديد على الهدايا، بينما أضاف العكاسي: "رغم تواجد الشركات الكبيرة في المهرجان، إلا أننا أثبتنا وجودنا، وأثبتنا أن الشباب السعودي قادر على العمل والإبداع. ورغم كل العوائق التي واجهتنا إلا أننا نؤكد للجميع أننا لم نأت لنبحث عن التسلية، بل جئنا بحثاً عن الرزق وإشغال أوقات الفراغ خلال الإجازة. أما في الجانب النسائي فتتواجد أم أحمد التي اختارت نشاطها التجاري في المهرجان ببيع المكياج وأدوات التجميل برفقة إحدى أخواتها. ويشهد محل أم أحمد إقبالا كبيرا من الزوار، خاصة النساء اللاتي يجدن راحتهن في التعامل معهما. تقول أم أحمد "مهرجان أبها للتسوق من أكبر المهرجانات على مستوى المملكة، وقد قررنا العمل فيه لكثافة زواره ومرتاديه، والعمل داخل المهرجان مريح، لأنه مخصص للعائلات، وأغلب زواره من النساء، لذلك لا نجد أي صعوبات تذكر في التعامل مع الجمهور". من جهته، قال مدير المهرجان إبراهيم الجار الله: إن مشاركة أبناء هذا الوطن من أولوياتنا متى ما وجدنا الجدية منهم، ونحن داعمون لكل شاب وشابة ترغب في مزاولة أي نشاط تجاري في المهرجان الذي يوفر الكثير من الفرص الوظيفية الأخرى لأبناء وبنات منطقة عسير.