اكتشف باحثون مغاربة مقبرة يعود تاريخها إلى ما قبل خمسة آلاف سنة تقع في الوسط الغربي للمغرب. وعثر فريق من الباحثين الشباب في هذه المقبرة على ستة هياكل عظمية بشرية، والعديد من الأدوات المصنوعة من عظام الحيوانات، وقطع من الفخار جرسية الشكل. ويعد هذا الاكتشاف ثمرة جهود دامت خمس سنوات تخللتها صعوبات كثيرة بسبب تواجد منطقة البحث والحفر داخل كهف قريب من مدينة الخميسات (حوالي 80 كيلو مترا) إلى الشرق من العاصمة الرباط. وكشف الباحث بمعهد علوم الآثار والتراث بالرباط يوسف بوكبوط أن اكتشاف هذه المقبرة، كان ثمرة تنقيبات أثرية بالمنطقة، انطلقت سنة 2005، وأضاف أن هذا الاكتشاف يعد "الأول من نوعه في تاريخ الاكتشافات الأثرية بشمال إفريقيا" لأنه مكن من العثور لأول مرة على هياكل عظمية بشرية لإنسان عاش ما يسمى "حضارة الفخار الجرسي الشكل" في الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط. وذكر الباحث أن عملية التنقيب بالكهف مكنت من التعرف على بعض الطقوس الجنائزية التي كانت سائدة في ذلك العصر ما بين الحجري والبرونزي، وأشار بوكبوط إلى أن من بين تلك الطقوس "دفن أداة حمراء مع الميت لاعتقادهم آنذاك بوجود حياة ما بعد الموت وأن اللون الأحمر، حسب اعتقادهم، هو بمثابة دم سيحتاجه الميت عندما يحيا الحياة الأخرى. إضافة إلى أنهم كانوا يشعلون النار بجانب القبور معتقدين أن الدخان يطهر الروح وينقيها، كما توضع رحى على صدور الموتى أو على رؤوسهم".