يذهب البكاي ولد عبدالمالك، في كتابه الصادر أخيرا عن دار جداول "العقل والحرية في فلسفة هوبز السياسية" تقديم صالح مصباح، إلى رب صيغة استشكالية تسوغ التخريج الثلاثي للعمل: بحث في الإنسان من مقام تدبُّر وضعه الأنطولوجي، يليه تدبر البُعد الإپيستيمي والاستعمال السياسي للعقل في صلته بالحرية، قبل تتويج العمل باستخراج العناصر الأساسية لنظرية توماس هوبز في الدولة، باعتبارها كلاًّ اصطناعيا من عمل العقل ذاته. وأوضح البكاي التصور الحديث للإنسان الذي نتج عن الحداثة الفلسفية وسمته الكبرى التشديد على الدنيوية - من خلال إيلاء الانفعالات (أو الأهواء) ولاحقها الرغبة موضعا موجبا يحررها من سطوة الفضائل التي تجعلها لا تقوم بذاتها، بل العقل هو ما يحدد حكمها هي مجرد "رذائل" إذا تركت لذاتها وهي "الجانب المنفعل" في الإنسان إذا امتثلت "لقواعد توجيهٍ" عقلانية، ويركز تبعا لذلك على الفاعلية التي لتلك الأهواء، وهو ما يقوده إلى عرض نظرية "الجهد" (= الكوناتوس) الشهيرة التي تجمع معطيات الفيزياء إلى الفيزيولوجيا إلى الأخلاق. "العقل والحرية في فلسفة هوبز السياسية" يقع في 380 صفحة من القطع المتوسط.