لسنوات طويلة احتلت "الخاطبة" مكانة بارزة في إتمام الزيجات بالعديد من المجتمعات العربية، فيما كان زواج الصالونات بطلاً بارزاً في زيجات الدول الغربية، لكن يبدو أن "الإنترنت" ووسائل التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" ستخرج "الكارت الأحمر" سواء ل "الخاطبة" أو لفكرة زواج الصالونات، حيث كشفت دراسة أعدتها جامعة شيكاجو الأميركية أن أكثر من ثلث الزيجات في الولاياتالمتحدة بدأت تتم عن طريق شبكات التعارف عبر الإنترنت. وأشارت نتائج الدراسة، التي شارك فيها حوالي 19131 شخصا من الذين تزوجوا ما بين 2005 و2012، إلى أن هؤلاء الأزواج يعيشون حياة أكثر سعادة من الأزواج الذين تعرفوا على بعضهم البعض عبر طرق أخرى، وأن مواقع التعارف على الإنترنت لها تأثيرها على استمرارية الزواج ونتائجه. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن الأستاذ بقسم علم النفس في جامعة شيكاجو المشرف على الدراسة جون كاتشبيو قوله: وجدنا دليلا على وجود تحول جذري في كيفية لقاء الأزواج منذ ظهور شبكة الإنترنت، ووجدنا أن الأزواج الذين التقوا عبر شبكات التعارف على الإنترنت تراوحت أعمارهم بين 30-49 عاماً، كما أن دخلهم السنوي كان أعلى من أولئك الأزواج الذين التقوا عبر وسائل أخرى، وأن 22% من الأزواج الذين لم يتعرفوا على بعض عبر الإنترنت التقوا في العمل، إلا أن 19% منهم تعرفوا على بعض عبر الأصدقاء، كما أن 11% منهم تعرفوا في المدرسة أو الجامعة و7% عبر العائلة و9% في الأندية الاجتماعية و4% عن طريق دور العبادة. وعندما اطلعنا على حالة عدد من الأزواج الذين انفصلوا بعد نهاية مدة الدراسة، وجدنا أن حوالي 5.6% من المنفصلين، كانت وسيلة تعارفهم هي الإنترنت، و7.6% منهم تعارفوا عبر وسائل أخرى، وأن من أكثر الأزواج سعادة أولئك الذين تربوا معاً أو التقوا في المدرسة أو الجامعة أو خلال المناسبات الاجتماعية أو دور العبادة، فيما كان الأزواج الذين التقوا عبر العائلة أو في العمل أو في النوادي أقل سعادة. وأضاف كاتشبيو أن "الأزواج الذين يتعرفون على بعضهم عبر الإنترنت يتمتعون بشخصيات مختلفة وبدوافع كبيرة لإقامة علاقة زوجية طويلة الأمد". ومن جهتها قالت أستاذة الإعلام بكلية الإعلام بجامعة القاهرة رئيس مركز بحوث المرأة والإعلام الدكتورة أمل دراز في تصريحات خاصة إلى "الوطن": إنه "من الصعب القول بأن الزواج عن طريق الإنترنت هو الأكثر سعادة بين شريكي الحياة، حيث إن البناء على دراسة واحدة أمر غير منطقي، فضلاً عن أن الدراسة تعتمد على البيئة التي تم إجراؤها فيها، ولكل مجتمع طبيعته الخاصة.