اقتبست هذا العنوان من كتاب المفكر (عباس العقاد) هذه الشجرة الذي تحدث فيه وبلغة فلسفية عميقة عن المرأة وإشارتها إلى الشجرة والغواية، وما لحق ذلك من تبعات صورها العقاد بطريقته الرائعة والفريدة. الأنثى عالم آخر، وهي عالم مليء بالغرائب والعجائب، خلقت من ضلع الرجل لتكون بجواره ويكون هو حاضنا لها وفق التكامل الكوني المستمر على مر العصور والأزمان. يقول أنيس منصور رجلان يفهمان المرأة واحد مات، وواحد في الطريق إليه، ولعله صدق في ذلك. ذكرني هذا بمثل بلغاري يقول (لا تثق بشمس الشتاء ولا بقلب المرأة)، فهي حتما عالم آخر فيه كل عوامل التأثير. ولذلك قيل إن المرأة الوحيدة التي تجعلك تتمنى لو كنت عزبا هي زوجتك، لاختلاف الأمزجة وتنوع المشارب وتباين الأفكار. ووصفها النبي صلى الله عليه وسلم بأن لها قدرة فائقة على سلب وإذهاب لب الرجل الحازم، فقوتها في ضعفها ودموعها هي سلاحها، وذكاؤها يشكل عالما آخر يتجسد في قدرتها على الكيد العظيم. الأنثى عالم آخر وهي تتشكل وفق ما تريد، وقد تفعل المستحيل لنيل ما تريد، وإذا رغبت في إنسان ربما فعلت المستحيل لكي تظفر به، وإذا نفرت من إنسان باعته وبكل برودة دم ورباطة جأش، وقد قيل تظل الأنثى تركض خلف الرجل حتى تظفر به، فإن ظفرت به تركته يركض خلفها. مخيفة هي الأنثى إذا تلاعبت بمشاعرها، وحنونة هي إذا ظفرت بقلبها، وغريبة هي إذا تباينت مشاعرها، وودودة هي إذا تحققت رغباتها. حكمة المقال: لست أستطيع أن أعيب جمالك أيتها المرأة في شيء... إلا أن الحب والوفاء لا يجتمعان في أصحاب الوجوه الجميلة.. "الشيرازي".