حذرت الحكومة السودانية من محاولات يقوم بها بعض النافذين في حكومة الجنوب لتقديم دعم لمتمردي الجبهة الثورية عقب هزيمتهم في ولاية جنوب كردفان مؤخرا، وقال مدير جهاز الأمن والمخابرات محمد عطا، إن المتمردين يستجمعون فلولهم، وإن نافذين بدولة الجنوب أمدوهم بعدد 37 سيارة عسكرية لاستخدامها في العودة من جديد لمسارح العمليات العسكرية. وكان الرئيس السوداني عمر البشير، قد هدد الأسبوع الماضي بإيقاف تدفق نفط الجنوب، وإلغاء الاتفاقات الموقعة معه حال استمرار دعمه للمتمردين. وهو الاتهام الذي نفته حكومة الجنوب على الفور، وأشارت إلى أن الحكومة السودانية تحاول البحث عن مبررات لإيقاف تصدير النفط، والعودة بالأمور إلى نقطة الصفر. إلى ذلك أرجأت اللجنة السياسية الأمنية المشتركة بين دولتي السودان اجتماعاتها المقررة بعاصمة الجنوبجوبا لأجل غير مسمى، بغية إجراء المزيد من المشاورات بين البلدين، للخروج بنتائج تسهم في دعم إنفاذ الاتفاقيات المبرمة بين البلدين. وأبلغ عضو الوفد السوداني في اللجنة المعز فاروق، بأن التأجيل تم بعد التشاور بين وزيري الدفاع بالبلدين، رئيسي الآلية السياسية والأمنية المشتركة، لإفساح المجال للتشاور. من جهة أخرى، أبدت الحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال أنها تريد العودة لمائدة التفاوض مع الحكومة بعد غد، وأنها مستعدة للوصول لاتفاق على وقف الأعمال العدائية بما يسمح بإيصال المساعدات للمحتاجين والمتضررين من الحرب. وقال رئيس وفد الحركة التفاوضي ياسر عرمان، في تصريح بثته الحركة على موقعها على شبكة الإنترنت، إن اتصالا تم بينه وبين كبير موظفي الآلية الأفريقية، وإنه أبدى استعداد الحركة لاستئناف المفاوضات، مشيرا إلى أن الآلية الأفريقية ستصدر دعوة لاستئناف المفاوضات في السادس من يونيو الجاري. وأضاف إن الحركة أبدت استعدادها للوصول إلى وقف عدائيات لأسباب إنسانية بما يؤدي إلى إيصال الطعام لجميع المحتاجين. وبالمقابل كشفت مصادر رفيعة المستوى عن تباين وسط أجهزة الحكومة السودانية حيال استئناف التفاوض مع المتمردين الشماليين، وأكدت أن الوسيط الأفريقي ثابو أمبيكى كان قد أبلغ الوفدين المتفاوضين شفاهة بعد انتهاء الجولة السابقة بالاستعداد للعودة مجددا إلى طاولة التفاوض. في سياق منفصل أعلنت وزارة الخارجية مقتل 12 مواطناً على الحدود مع ليبيا فيما كانوا يحاولون التسلل في شكل غير شرعي إلى داخل الأراضي الليبية. وأضافت في بيان أن سيارة تقل المتسللين انقلبت نتيجة لإطلاق الجنود النار عليهم أثناء مطاردة مع قوات حرس الحدود الليبي. مشيرة إلى أنه تم استدعاء القائم بأعمال طرابلس وإبلاغه احتجاجاً رسمياً عن فظاظة الشرطة الليبية في التعامل مع المتسللين وإطلاق الرصاص الحي عليهم، مما أدى إلى وفاتهم. كما حذرت الخارجية السودانيين من مغبة التسلل إلى أراضي الدول الأخرى، ودعت إلى اتباع السبل القانونية للسفر. لافتة إلى أن الحدود بين البلدين مغلقة بقرار من وزارة الدفاع الليبية.