عقدت الهيئة الشرعية الصحية الطبية بجدة ثاني جلسات قضية الطفل صلاح الدين يوسف عبداللطيف جميل "8 سنوات" الذي توفي بمستشفى "عرفان" نتيجة خطأ طبي، وتم على إثر ذلك إغلاق المستشفى لمدة 60 يوما بقرار من وزارة الصحة. وشهدت أروقة الهيئة في الجلسة التي عقدت الأسبوع الماضي حضور كل من محامي المدعي الدكتور سامي العبدالقادر، ومحامي المدعى عليه محمد سرواق. من جهته أكد رئيس اللجنة الشرعية الصحية الطبية بجدة الشيخ نصر بن عبدالرحمن اليُمني ل"الوطن" أن الهيئة عقدت ثاني جلساتها للنظر في قضية الطفل صلاح الدين الذي توفي بخطأ طبي بمستشفى عرفان، حيث حضر الجلسة الثانية محامي المدعي ومحامي المدعى عليه، إلى جانب حضور المدعي العام لوزارة الصحة الدكتور محمد قنديله الذي تقدم بلائحة ادعاء ضد مستشفى عرفان، وتم تسليمها للمدعى عليه للإجابة على البنود التي تضمنتها، وتم تأجيل القضية بحيث تعقد الجلسة المقبلة بعد شهرين، مشيرا إلى أن التأجيل كان لإحضار الدعوى في الحق الخاص من قبل والد الطفل المتوفى، وإحضار جواب المدعى عليه على لائحة المدعي العام. وتعود تفاصيل الواقعة إلى ستة أشهر عندما عانى الطفل من أنفلونزا شديدة لمدة 15 يوما، وبعد شفائه، لاحظ طبيبه الخاص انتفاخا في حنجرته، فطلب إجراء فحوصات للغدة الليمفاوية في أحد المستشفيات نظرا لعدم توفر الأجهزة المطلوبة في عيادته، فراجع الطفل بصحبة والدته مستشفى عرفان للخضوع لهذه الفحوصات، فأوصى طبيب المستشفى بأخذ عينة من منطقة التورم، ووجه بتنويم الطفل، واستدعى فني التخدير، ونظرا لعدم تواجده تم استدعاء شخص غير مختص، وتمت عملية التخدير في غرفة فني أشعة، وبعد حقنه بالمادة المخدرة، ووضع الكمامة على وجهه تم إخراج والدته من الغرفة، فبدأت حالة الطفل في التدهور، وفتح الطبيب الباب بحثا عن أجهزة إنعاش للقلب، ولكن الغرفة لم تكن مجهزة لذلك، ليكتشف الطبيب كارثة أخرى، وهي أن جهاز الأكسجين الخاص بالإنعاش كان مستبدلا بأنبوب به مادة مخدرة، ونتج عن ذلك دخول الطفل في غيبوبة لمدة 24 ساعة فارق بعدها الحياة. من جهة أخرى عقدت الهيئة الشرعية الصحية الطبية بجدة أول من أمس الجلسة الثانية للنظر في قضية الطفلة التي توفيت في نفس المستشفى "رنيم الحداد" التي رفعها جدها لأبيها متهما المستشفى بالتسبب في وفاة حفيدته، ودخولها في غيبوبة سريرية، بعد خضوعها لعملية جراحية بالمخ، مطالبا بالحق الخاص والعام. وتعود تفاصيل القضية إلى أن الطفلة "رنيم الحداد" راجعت المستشفى بعد معاناتها من صداع مزمن في الرأس، وتم تنويمها، وفي اليوم التالي أفاد الأطباء أنها تعاني من ورم خبيث في الرأس، وطلبوا أخذ عينة منه حتى تتسنى معالجته بالطريقة الصحيحة، وتم أخذ العينة ليفاجأ أهلها بدخولها في غيبوبة. وبعد شكوى الجد تم نظر القضية، وأجلت اللجنة الشرعية قضية الطفلة شهرين حتى يتم النظر في الدعوى المقدمة من المدعي، ومعرفة رد المدعى عليه. وكانت الشؤون الصحية بجدة قد وجهت قرارا لمستشفى عرفان قبل إغلاقه بمعرفة وزارة الصحة يقضي بمنع أعضاء الفريق الطبي من غير السعوديين من السفر، خاصة الذين باشروا حالة الطفلة، في الوقت نفسه أصدرت الوزارة قرارا بإغلاق المستشفى، بعد وفاة الحالة الأولى الخاصة بالطفل صلاح الدين لمدة شهرين؛ بسبب تكرار مخالفات المستشفى.