شرف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، مساء أول من أمس حفل مائدة العشاء التي أقامها الشيخ عبد الرحمن بن عبدالقادر فقيه بداره بحي العزيزية بحضور عدد من الأمراء ومديري الجهات الحكومية ووجهاء المجتمع المكي. وفور وصول ولي العهد وأخذه مكانه بمقر الحفل طمأن سموه الحضور على صحة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وأنه يتمتع بصحة وعافية، ناقلاً تحياته لكافة الحضور. وقال إن قادة المملكة جميعهم كان اهتمامهم الأول مكةالمكرمة والمدينة المنورة وخدمتهما، مشيراً إلى أن عز هذه الدولة مستمد من عقيدتها وشريعتها الإسلامية، ومؤكداً أن المملكة قامت على هذه العقيدة. وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية سواء في الدولة الأولى وكذلك الدولة الثانية وأيضاً الدولة الثالثة نجد أنها جميعها قامت وتقوم على العقيدة الإسلامية، وطالب سموه بالنظر والعبرة بما يدور حولنا في البلدان التي تحيط بنا وما يحدث فيها من أحداث، سواءً الأحداث الراهنة بسورية أو العراق، مثمناً مثل هذه اللقاءات المباركة التي تأتي دائماً من أبناء مكةالمكرمة. ودعا سمو ولي العهد الحضور ممن لديه أي ملاحظات إلى الكتابة بها أو زيارته شخصياً أو الإخبار عنها هاتفياً، مشيراً إلى أن كل فرد في هذا الوطن له مسؤولية وعليه مسؤولية، ومؤكداً أن من كان على صواب في ملاحظاته استفدنا من ملاحظاته ومن كان على خطأ في ملاحظاته صححناها له. وألمح سموه للوضع الأمني كيف كان قبل توحيد المملكة قبل عهد الوالد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود "طيب الله" ثراه وكيف كانت كل قبيلة عبارة عن دولة، وكيف كانت كل قرية ومدينة عبارة عن دول داخل دولة، مشيراً سموه إلى أن ذلك كله قد زال بعد توحيد البلاد كدولة واحدة والجميع فيها مسؤول والمسؤولية جماعية وعلى الجميع. وأكد الأمير سلمان بن عبدالعزيز في سياق رده على مداخلات واستفسارات بعض حضور الحفل ، أن قيادة المملكة مهتمة بحفظ تاريخ وآثار كافة المدن وخاصة آثار مكةالمكرمة والمدينة المنورة، مشدداً على أن تاريخ المملكة مهم وعلى الدولة مسؤولية حماية وحفظ تاريخها. وطالب سمو ولي العهد الجهات المعنية عند تنفيذ مشاريع تصريف مياه السيول والأمطار بضرورة الاستعانة بذوي الخبرة في أمور الأودية ومجاري السيول أثناء تنفيذ تلك المشاريع وخاصة من أهالي تلك المواقع التي يتم تنفيذ تلك المشاريع فيها، مؤكداً على أن تلك الأمور لم يدركها الذين قاموا بتنفيذ تلك المشاريع التي تم تصميمها لتصريف معدلات طبيعية لنزول الأمطار وبكميات سبق وأن تم دراستها قبل أربع وخمس سنوات، وهي غير الكميات التي تعرضت لها المملكة مؤخراً من نزول وتساقط الأمطار وبكميات كبيرة ولله الحمد. وأشار سموه إلى أن المملكة تهتم بأمور المشاعر المقدسة"عرفات- مزدلفة – منى " والعمل على توفير كافة الوسائل والخدمات لهم؛ من خلال تنفيذ المشاريع اللازمة التي من شأنها التيسير على ضيوف بيت الله الحرام في تأدية مناسكهم بيسر وسهولة وراحتهم وسلامتهم وطمأنينتهم. بعد ذلك تناول سموه ومرافقوه من الأمراء ومديري بعض الإدارات الحكومية والأهلية طعام العشاء ثم ودع سموه مستقبليه بمقر الحفل بكل حفاوة وترحيب. وكان الشيخ عبدالرحمن بن عبدالقادر فقيه وأشقاؤه وأبناؤه قد رحبوا بسمو ولي العهد وصحبه الكرام، وقال الشيخ عبدالرحمن فقيه في كلمته في الحفل: نحن نعيش في وطن الأمن، وأصبح جنة تعمُر بالخير والنماء وسط شعوب حولنا تضج بالزلازل والمحن والإرهاب بلا أمن ولا استقرار، مشيراً إلى أنه بفضل الله ثم بفضل يقظة وجهود وسياسة الدولة الرشيدة الجميع يتمتع بهذا الظل الوارف من الأمن والاستقرار والتنمية والرخاء. وقدم الشكر لسمو ولي العهد على هذا التواضع الجم بتلبية دعوة مواطن يحمل كل الحب والتقدير لسموه الكريم مؤكدا أن هذا جزء ولا يتجزأ من أفضال سموه الكريم السامية، ما يجعل حبل المودة ممتد بين القيادة الحكيمة وبين المواطنين وبكل تواضع وكرم.