استبشر المتابعون خيرا بولادة كلاسيكو جديد في الكرة السعودية يتصدر المشهد فيه الأهلي والشباب، لكنهم اصطدموا بأن الأمور كلما هدأت بين طرفيه عادت للاشتعال بفتيل يوقده أحدهما. واستبق رئيس نادي الشباب خالد البلطان، الكلاسيكو المقبل بين الطرفين في نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، بتصريح تسخيني قال فيه: "الوعد مكة"، و"قادمون يا مكة". وعلى الرغم من التهدئة التي مارسها الجانب الأهلاوي، إلا أن التصريح أعاد للأذهان قصة طويلة من المناوشات التي جمعت الطرفين، وبدأت في 2008 في اشتباك فضائي، حينما خرج البلطان ليعلن أن كبار الكرة السعودية ثلاثة، وهم "الشباب، والهلال، والاتحاد"، متعمدا إسقاط الأهلي والنصر رغم تاريخهما الكبير، حيث يعتبر الأول أكثر الأندية تحقيقا للبطولات في جميع الألعاب برصيد تجاوز ال1000 بطولة، وثاني فرق كرة القدم تحقيقا للبطولات بعد الهلال، بينما يعد النصر أول فرق المملكة والقارة مشاركة في مونديال الأندية، وهو صاحب تاريخ عريض في المسابقات المحلية والخليجية. ولم يصمت الأهلي فتوالت الردود بين رئيس الأهلي عبدالعزيز العنقري، ومشرف القدم الأمير فهد بن خالد، ورئيس النصر الأمير فيصل بن تركي، على التصريح الشبابي (ثلاثي الأبعاد)، لكن النصر انسحب من هذه المواجهة الإعلامية بعد اعتذار البلطان، لرئيس النصر السابق فيصل بن عبدالرحمن. وسجل جمهور الأهلي موقفا خاصا برفعه شعارات منافسيه الاتحاد، والنصر، والهلال، إضافة لشعار الأهلي في أول مواجهة جمعت فريقه بالشباب ردا على تصريح (الثلاثة الكبار) وتوقع الجميع أن تكون هذه أول بوادر التهدئة. واستطاع الأهلي الفوز على الشباب في بطولة الأبطال في 2009 بعد احتجاجه على مشاركة اللاعب الموقوف عبدالعزيز السعران، رغم خسارته موقعة الذهاب، لتعود الحرب الإعلامية، فأطلق البلطان تصريح "الفوز بالمكاتب"، على الرغم من أن مشكلة الشباب كانت مع أمانة اتحاد القدم، ولم يكن للأهلي دور فيها، لكنه استفاد من النظام. وتجددت المواجهة هذه المرة من جانب إعلام الأهلي الذي بدأ كيل التهم للرئيس الشبابي، مستشهدا بتأهل الحزم الذي يرأس البلطان مجلسه الشرفي، وإسناد لجنة الحكام حكاما معينين لمواجهاته، وبدأ الإعلام التركيز على الأمر مما أزعج رئيس الشباب الذي وجه اتهاما لإدارة الأهلي بأنها تدير حربا بالوكالة من خلال الإعلام. ولم يجد البلطان وصفا أفضل من "الكلاب المسعورة" بحق منتقديه في الإعلام، وكان قبلها قد أكد تعرضه لعملية ابتزاز عبر جواله من قبل ثلاثة إعلاميين أهلاويين ليرفع عدد من إعلامي النادي شكوى رسمية بحقه لم يبت فيها حتى الآن، كما لم يكشف البلطان أسماء المعنيين. وفاجأ مدير المركز الإعلامي بنادي الشباب طارق النوفل، الجميع حينما وصف جمهور الأهلي بجمهور المسيار، كما وصف قبلها فريق الأهلي ب"الفريق المكروه" عبر برنامج "الديوانية"، وحينها تداخل رئيس الأهلي الأمير فهد بن خالد، مؤكدا أن مثل هذا الحديث "لا يقال في مجالس الرجال". واصطف البلطان في صف رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد، عندما اشتكى من "النفوذ" في مباراة فريقه والأهلي في الموسم الماضي، رغم أن الحكام كانوا من خارج الحدود ليخرج البلطان بتصريح "الآن فهمتك" في إشارة منه لدعم رئيس الهلال في إسقاط أشعل الردود في الطرف الآخر. ورغم الاتهامات التي قيلت بحق الأهلي ونفوذه إلا أن البطولة ذهبت للشباب ليخرج البلطان عبر قناة "لاين سبورت" في نهاية الموسم ليقول: إنهم تعمدوا خوض حرب إعلامية مع الأهلي تم التنسيق لها بينه وبين نائب الرئيس خالد المعمر، الذي وصفه بواضع الاستراتيجيات ومدير المركز الإعلامي طارق النوفل، وبعلم من اللاعبين الذين اجتمع معهم لكشف مخطط حربه الإعلامية.