مشاكل جدة لا تنتهي ، كأن جدة نفسها مشكلة كبيرة، حتى اقترحت ذات يوم لجنة رسمية نقلها من مكانها الذي هي فيه إلى مكان آخر حسب ما قاله الأمير محمد العبد الله الفيصل ذات يوم . ويسأل عضو مجلس بلدي جدة بسام أخضر على موقع صحيفة "الأولى " http://www.alolaa.net/articles.php?action=show&id=783: لا أدري لماذا تقتحم مخيلتي صور المشاريع المترهلة لمدينة جدة مع صورة الخليفة العثماني محمد الفاتح، وهو يصرخ في أحد مستشاريه" وهل سنقضي عمرنا في حل المشاكل؟" ولا أعلم كيف أن تدفق تلك الصور وتزاحمها في عقلي ربط بين مشاكل العصر العثماني وما نشهده يوميا من تعثر حقيقي وخراب قاد عروسنا لتشيخ قبل عمرها بكثير، فمن ينظر إلى جدة الآن يكاد لا يمر بشارع فيها إلا وفيه عمليات ترقيع، أو حفر أو برك ماء أو أسلاك كهربائية مكشوفة أو صهاريج صرف صحي تثير الاشمئزاز بأشكالها ورائحتها، فضلا عن المضايقات التي تحدثها في الشوارع، هذا ونحن لم نتحدث بعد عن الحدائق والمطار الدولي والأحياء العشوائية وافتقادها للخطط السياحية وغيرها الكثير، "فهل كتب علينا أن نقضي عمرنا كله ونحن نعاني من هذه المشاكل وهل تآمرنا جميعا عليها كي لا تنتهي؟". ويعتقد بسام أخضر أن جردة بسيطة تقودنا إلى اكتشاف أن معظم المشاريع الحكومية إن لم تكن جميعها ، يتم تسليمها وفيها نقص ، والنتيجة أننا نقضي حياتنا في حل مشكلة تجر وراءها الويلات على الوطن والمواطن ، وإذا كنا غير قادرين على تنفيذ مشروع واحد بدون مشاكل، فلماذا نضع خططا استراتيجية، وكيف سننفذ خططنا العشرية والخمسية وما هو أبعد منها ؟ لا شك أن الأحلام تسعى دائما لتجميل الواقع، لكن الأجمل عندما تستطيع تلك الأحلام أن تجعل من واقعنا جميلا بالفعل، فالنوايا الحسنة لا تصنع دولا ولا تنقلنا إلى العالم الأول الذي نأمله. أعتقد أننا إذا تمكنا من تحديد مسؤوليات كل جهة حكومية على حدة، وإذا ما استطاعت تلك الجهات إيجاد تنسيق حقيقي قائم على العلم فيما بينها، وإذا ما تمكنا من تقديم المعلومات الدقيقة للمقاول الذي ينفذ مشروعا ما، وإذا ما نفذت المشاريع بضمير وإخلاص ومحاسبة ، وإذا ما استطعنا طرح مواضيع قابلة للتطبيق، وليست مجرد أحلام تبهرنا أثناء طرحها، وتنغص حياتنا طيلة العمر، لأنها تبقى حبرا على ورق ، عندها نستطيع أن نقول لقد قضينا على مشاكلنا دون أن نقضي عمرنا في حلها .