استفاق أهالي الباحة أمس، على أمطار تاريخية لم يشهدوها من قبل، نتج عنها فيضان سد "العقيق" بعد تواصل الأمطار لمدة ثلاث ساعات، ولم يسجل أية خسائر جراء ذلك حتى إعداد هذا التقرير. ويأتي ذلك وسط تشديد من وكيل إمارة الباحة الدكتور حامد الشمري، على أن أسباب معظم وفيات "الغرق" جراء السيول، التي حدثت أخيرا في منطقته، ترجع إلى عدم الالتزام ب"عدم التقيد بتعليمات الدفاع المدني". وقال في تصريحات صحفية بعد جولته التفقدية على محافظتي العقيق والقرى: "الخسائر البشرية التي وقعت بالمنطقة هي ليست بسبب مداهمة السيول وإنما حدث معظمها بسبب عدم التقيد بتعليمات الدفاع المدني والمغامرة بدخول الأودية". وشدد على أهمية إعادة النظر في تصميم العبارات في الطرق الرئيسة والفرعية من قبل وزارة النقل والطرق. مؤكدا أن هناك مشكلة في صغر فتحات العبارات، ما تسبب في احتجازات مياه الأمطار بسبب تعرض الفتحات للانغلاق من مخلفات الأشجار وغيرها، مما يتطلب إعادة النظر فيها وبشكل عاجل. وطالب بإعطاء مشاريع درء السيول الأولوية ودعمها في الميزانية المقبلة. وفي ظل ذلك، تواصل فرق الدفاع المدني بالباحة لليوم الثالث عمليات البحث عن المفقودين الثلاثة الذي فقدوا في سيول العقيق، وفي نجران أوقف عدد من المواطنين أول من أمس، مشروع تعديل مسار مياه الأمطار والسيول بحي الحمر جنوب مدينة الأخدود الأثرية بنجران، حيث اعتبروه يزيد الأمر سوءا بالنسبة لمنازلهم المحاذية للشارع. من جهته، أكد رئيس المجلس البلدي بنجران زيد بن شويل ل"الوطن" أمس، أن المشروع المنفذ بشارع حي الحمر الهدف منه خفض مستوى الشارع المؤدي للحي وعمل حنايا مائلة على جانبيه تساهم في عملية انسياب مياه الأمطار والسيول المتجهة من الجبال وإبعاد خطورتها عن الحي والمواطنين، حيث إن المساحات والشوارع في الأحياء القديمة لا تحتمل إقامة عبارات مناسبة ولو أقيمت عبارات صغيرة لتصريف المياه فستكون عرضة للانسداد بسرعة من العوالق ومخلفات البناء وغيرها وهذا بدوره سيضاعف من المشكلة. كما توفي شاب وأصيب آخر بإصابات بليغة نتيجة دخولهم لأحد المواقع المليئة بالمياه التابعة لوزارة المياه في مركز ثجر على طريق نجرانالرياض. وفي بيشة، أدت الأمطار إلى عزل قرى وادي ترج عن "الخدمات" بسبب محاصرة السيول لقراهم المتمثلة: "الجوة، آل الرومي، جلان، المنيعية، الفطحة، المحالة، الغفرات"، وكذلك سقوط بعد ظهر الأمس الجمعة شخصين في وادي تبالة، إذ استنفر الدفاع المدني كل طاقته للبحث عنهم. وفي معلومات حصلت عليها "الوطن"، فإنهما إخوة (محيميد، وفوزان) يبلغ الأول 18 سنة والآخر 16 سنة، ذهبا للتنزه وسقطا في إحدى الحفر المغمورة بالمياه وما زال الغواصون يبحثون عنهم. وأدت الأمطار هناك أيضا إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مركز تبالة غرب محافظة بيشة من يوم الثلاثاء وحتى اليوم دون اتضاح أي عمل جدي لإصلاح الخلل من شركة الكهرباء. والخلل كان نتيجة غزارة الأمطار وانهيار السد. مما أدى إلى سقوط بعض أعمدة الكهرباء. وفي خميس مشيط، عثرت فرق الإنقاذ والغواصون التابع للدفاع المدني أمس، على جثة الشاب المفقود في سيل المحافظة أخيرا، وأكد الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بعسير العقيد، محمد العاصمي، ذلك. وبين العاصمي في بداية الحادثة بأن السيل اجترف شخصا سعوديا أثناء محاولته إنقاذ شخص آخر علقت سيارته في السيل. وفي مركز "ردوم" (غرب تهامة قحطان)، اختتمت لجنة الإغاثة تزويد الأسر المتضررة هناك، ب 400 سلة غذائية، بعدما تمكنت أمس من إنقاذ طفلين احتجزهما "السيل"، وإيصال 13 فرداً إلى قرية "العيينة". وذلك عبر طائرتين، الأولى كانت بقيادة الرائد طيار حسين الشهراني، ويساعده النقيب طيار فالح الهاجري، بينما ساندتهما طائرة ثانية كانت بقيادة الرائد طيار ممدوح الدبيان ويساعده النقيب الطيار سعيد البلوي.