دهمت 3 سيول منقولة أحياء شمال الطائف مساء أمس قادمة من شرق الطائف من منطقة الوهط والوهيط ومسرة والشرفية. واستنفر الدفاع المدني إمكاناته للوقوف على أوضاع حي القيم، الذي يقع عند نقطة التقاء ثلاثة أودية، فيما تعطلت حركة المرور على طريق السيل. يأتي ذلك في الوقت الذي ارتفع فيه منسوب المياه داخل عدد من السدود إلى أعلى معدل، مما ينذر بحدوث فيضان منها أو تعرضها للانهيار. من جانبه، قال الناطق الإعلامي لإدارة الدفاع المدني بمحافظة الطائف العقيد خالد القحطاني في بيان أصدره أمس إن الجهات المعنية وبالتنسيق مع الدفاع المدني رصدت ارتفاع المياه إلى أعلى منسوب لها داخل 4 سدود بالمحافظة، وهي سد قرن الذي يصل ارتفاعه إلى 20 مترا وبلغ منسوبه حاليا 20 مترا، وسد ثمالة وارتفاعه 8 أمتار وارتفع منسوبه بنفس المعدل، وسد كلاخ وارتفاعه 7م ووصل منسوبه لنفس الارتفاع، وسد بسل وارتفاعه 12 مترا ومنسوبه بذات الارتفاع. كما وصلت المياه في سد عكرمة وارتفاعه 12 مترا إلى 7 أمتار. وبلغ منسوب سد ميسان الذي يبلغ ارتفاعه 14 مترا لأكثر من 7 أمتار. وأشار القحطاني إلى أن الدفاع المدني تلقى بلاغات باحتجاز 300 سيارة في أنحاء المحافظة نظراً لارتفاع منسوب المياه داخل شوارع المحافظة والميادين الرئيسية، مؤكدا أن رجال الإنقاذ أخلوا منطقة سكنية بمنطقة السر احترازيا أمس بعد هطول أمطار غزيرة مصحوبة بالبرد على المنطقة وبني سعد والأودية المحاذية لهما، مشيرا إلى الإعداد لعمليات إغاثة عاجلة ونقلها بواسطة الطيران إلى وادي عورش بمنطقة ثمالة جنوب محافظة الطائف حيث يوجد عدد من المساكن حوصرت بالمياه وانقطعت الطرق من حولها. ومررت المعلومات للجهات المعنية لتدخل المعدات الخاصة بها لفتح الطرق. يعيش سكان 5 أحياء في مركز السيل الكبير شمال الطائف في عزلة، بعدما حاصرتهم السيول وقطعت الطرق المؤدية إليهم لتعزلهم في أحيائهم على مدى 5 أيام. وقال سكان أحياء أم حميطة وأبو سيال والثوابية والخنفري والكرزة التي يحاصرها وادي قرن الذي تجتاحه سيول الهدا المنقولة ووادي تحرات، إن هذه المعاناة مستمرة كلما هطلت الأمطار حيث تعزلهم كليا عن محيطهم وتمنعهم من الوصول إلى منازلهم والمدارس والمستشفيات، مطالبين بإنشاء كوبري لعبور وادي قرن، وعبارات في جانب وادي تحرات. وقال غزاي جابر الثبيتي وسلمان الثبيتي إن سكان تلك الأحياء الذين يتجاوز عددهم 3 آلاف نسمة تقع منازلهم داخل منطقة معزولة بين واديين كبيرين لا يستهان بهما، وعادة ما تجرف سيولهما الطبقة الأسفلتية المتهرئة، مطالبين أمانة الطائف بالإسراع في إصلاح وضع عبور المواطنين لمنازلهم بتلك الأحياء الخمسة، من خلال إنشاء كوبري وعبارات تستوعب سيول الواديين العاتية، مشيرين إلى أن الأحياء لا تزال معزولة في ظل بطء إعادة فتح الطرق المؤدية إليها والتي تضررت جراء السيول. وفي منطقة السر، هبت مجموعة من الشباب المتطوعين من جمعيات تطوعية لمساندة المتضررين وإعادة ترتيب الأوضاع في المرافق العامة المتضررة من السيول، وخاصة الجامع الكبير بالحي. وبدأ الشباب المتطوعون أمس تنظيف المسجد ومساعدة أصحاب المنازل المتضررة من خلال رفع المياه من الأدوار السفلية للمنازل. وقال رئيس اللجنة الإعلامية للفرق الشبابية التطوعية رائد الحليس إن أكثر من 100 شاب متطوع شرعوا في العمل الميداني من عدة جهات، منها جمعية مراكز الأحياء والندوة العالمية للشباب الإسلامي وجامعة الطائف والإمارة والدفاع المدني والداخلية. وشكا الحليس من عدم تفهم بعض الإدارات الخدمية لمهام المتطوعين وعدم التجاوب السريع مع مطالب الأهالي التي يرصدها المتطوعون وينقلونها للجهات ذات العلاقة للعمل على حلها بشكل فوري.