وجه عدد من التجار السعوديين بوصلة تجارتهم إلى الأراضي التركية منذ مطلع العام الميلادي الحالي، وتحديدا منذ سماح الدولة التركية بإتاحة الفرصة للتجار السعوديين للاستثمار على أراضيها، وتنوع التجار في استثماراتهم بالأراضي التركية من استيراد وتصدير وشراء للأراضي والمباني السكنية، وكان لمدينة إسطنبول النصيب الأكبر من الاستثمار السعودي. وتطرقت الصحف التركية منتصف الأسبوع المنصرم، على توافد التجار السعوديين للأراضي التركية، مستشهدة بقول مجموعة استثمارية عقارية في تركيا باعت لرجل أعمال سعودي 469 شقة في إسطنبول، في مقابل 190.7 مليون دولار دفعة واحدة، وطبقا لصحيفة "إيكونومست التركية"، فإن الصفقة تمثل 10% من مشروع عقاري تملكه مجموعة "أغوغلو" في إسطنبول ويتكون من 4789 شقة. وأوضح في تصريح خاص ل"الوطن" مستشار دولة تركيا للدول العربية والخليجية طه كينتش، أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، عمل على توطين العلاقات بين السعودية وتركيا، وأضاف المستشار كينتش خلال الفترة الأخيرة زاد عدد المستثمرين السعوديين في تركيا، والحكومة التركية سهلت الإجراءات وبعض القوانين، حيث سمحت للمواطن السعودي مطلع هذا العام بشراء وامتلاك أراض ومنازل باسم المستثمر السعودي خلافا للماضي بتسجيل الأملاك باسم الشركة، وسهل هذا القرار في تملك عدد من العائلات السعودية بعض المواقع الاستثمارية في إسطنبول، وهذه من الإجراءات التي أعدتها حكومة أردوغان لتسهيل الاستثمار في السعودية، وأشار طه إلى أن بعض التجار يقبلون على شراء الوحدات السكنية للسكن والأغلب يشتري للاستثمار بالمشاركة في الشركة والبيع بعد انتهاء المشروع بربح يتجاوز تقريبا 50%، فيما بدأ السياح السعوديون لتركيا في ازدياد للضعف كل عام بنسبة 100%، حيث لم تقتصر السياحة للسعوديين في فصل الصيف، بل في الصيف والشتاء وأصبح المواطن السعودي يزور عددا من المدن في تركيا، وتكونت عنده خلفية واسعة عن مدن تركيا بفضل ازدياد عددهم. وأشار كينتش، أن الحكومة التركية ترغب في التحاق عدد من الطلاب والطالبات السعوديين في جامعاتها العالمية، حيث يوجد عدد من الجامعات الدولية تدرس باللغة التركية واللغة الإنجليزية، ويحق للطالب دراسة سنة تحضيرية للغة التركية وبعدها يستكمل دراسته في الجامعة، وزاد "نحث الطلاب السعوديين للدراسة في تركيا، وتسعى الدولة جاهدة لتسهيل إجراءات الطلاب السعوديين للالتحاق في الجامعات الواقعة في مدينتي أنقرةوإسطنبول، ومدرستين سعوديتين تابعتين للسفارة السعودية لدراسة اللغة العربية والإنجليزية". من جهته، أوضح ل"الوطن" نائب رئيس اللجنة العقارية في غرفة المدينة، طلال العمري، في تعليق على توجه التجار السعوديين للاستثمار في الأراضي التركية، أن الاستقرار السياسي والمالي للدولة التركية والتطور الحضاري سعى في جلب المستثمرين السعوديين مع سهولة التنقل بين المدن واعتبارها وجهة سياحية والتقارب الديني والحضاري بين الدولتين، مع انخفاض نسبي للأسعار في المواقع الاستثمارية قياسا بالاستثمار بالمملكة، كما ينص النظام التركي العقاري على وجود تنوع في تملك العقار، ووجود أنظمة واضحة وصريحة وقوية في سوق العقار، وأضاف العمري يتميز النظام العقاري هناك بمرونة في التأجير والتملك، خاصة للأجانب ويوجد مقترح أيضا يعطي للمستثمر الأجنبي فرصة سهولة الإجراء والدخول للأراضي التركية.