تعقيبًا على ما كتبه الباحث عبد الرحمن آل حامد العسيري في عدد الخميس 23/5/1434، وعن ذكره عنوان "نشوء الإماراتالعسيرية كان نتيجة لقيام الدولة السعودية"، وذلك ردًا على ما أورده الباحث منصور أحمد العسيري في العدد 4554 بتاريخ 7/5/1434 وحول ما أثير عن كتاب "إمتاع السامر" وعن نسب قبيلة عسير بحسب نصوص المصادر الأولية وعليه؛ فإنَّ كتابَ إمتاع السامر يوجد فيه بعض الحقائق التاريخية ولكن تم الاستغناء عن هذه المعلومات التي يحويها الكتاب ولا يعتبر هذا الكتاب مرجعا تاريخيا. أما الإماراتالعسيرية فلا توجد إلا إمارة بن عايض القرشي بأبها وبقية الإمارات هي لقبائل أخرى مختلفة وكبيرة ومنهم من كان مواليًا لابن عايض القرشي ومنهم من كان مع الإدريسي، وكانت الصراعات دامية بين القبائل حتى جاء الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله - وقام بتوحيد البلاد ومنها منطقة عسير وتوابعها مثل باقي المناطق كمنطقة جازان ومنطقة الباحة ومنطقة نجران وبقية مناطق المملكة الأخرى. وقبيلة عسير حسب اطلاعي ومعرفتي فإنَّ جزءًا منها أزدي ولها إسهاماتٌ فعلية مع القبائل الأخرى القحطانية، والعدنانية في منطقة عسير وتعتبر قبيلة عسير من القبائل الكبيرة في المنطقة بعد قبيلة قحطان وشهران ثم قبائل أخرى، وقد تمركزت إمارة آل عايض القرشي في منطقة عسير مع قبيلة عسير وآل عايض هم سلالة عبدالله بن عايض بن يزيد بن معاوية وجدهم الأعلى هو يزيد بن معاوية ويقال: إنه علي بن عايض وذهب شقيقه إلى شمال أفريقيا عام 131ه نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية. أما بالنسبة لمنطقة عسير فلم يُطلق عليها المؤرخون هذا الاسم إلا من عهدٍ قريب وكان يُطلق على المنطقة حضارة جرش وكان تسكنها قبائل العواسج وهم جزء كبير في بني بجاد شهران الآن. أما بالنسبة للقبائل التي ذكرتم في نسبها إنها ترجع إلى عنز بن وائلة فهي قبيلة رفيدة ومنهم قبيلة آل الشواط وآل الجحل وقبائل شهران في الشعف الَّذين هم من شهران، وكانت مشيخة شهران فيهم وهم بنو مالك والمشيخة في بيت ابن حموض وكان يسمى شيخ بني مالك وشهران، وكان ذلك في القرن الحادي عشر والثاني عشر تقريبا. وقبيلة عنز تنقسم إلى قسمين: قسم بنجد، وقسم بالحجاز الجنوبي بالجزيرة العربية أما بخصوص بني مالك عسير فيعود أغلبهم إلى بني منبه بن وهب الله بن شهران. أما قولكم عن إواس فالحقيقة أنه لم يمر عليَّ وجود إواس بن شهران بن عريج في بني مالك من عنز بطن من بطون شهران حسب ما ذُكر. والحقيقة أن من يسمى بنو أوس مناة هو حنيك وذريته يعرفون باسم (بني الحنيك) وكان له من الأولاد "غص وعبد" ويُقال: اسمه سوادة وقد ورد ذلك في "الاشتقاق" لابن دريد وذكره ابن منظور في "لسان العرب"، والحموي في كتاب "المقتضب من كتاب جمهرة النسب" وهذا الذي نعرفه وابن إواس بن مناة يرجع إلى قبيلة ناهس واسمه أوس مناة "بنو الحنيك" بن ناهس بن عفرس بن حلف بن خثعم بن أفتل. أما ما ذكرت عن عبد الله بن وائل بن قاسط وسمي بعنز لأن رأسَه كان يشبه رأس العنز. إن الحقيقة أنَّ وائل قد كانت امرأته حاملا فمر بها قطيعٌ من الظباء وكان معهم ظبي صغير متأخر عن القطيع وقد شاهده وائل فقال: إنْ رزقت بولد أسميته عنز وكان العربُ قديمًا وحديثًا يسمون ذكر الغزال تيس ويسمون أنثى الغزال عنز. وقد ذكرت في موضوعك بأن قبائل بني مالك بن عنز قد دخلوا في شهران والحقيقة أنهم هم شهران، وقد كانت القبائل تتحالف مع بعضها وأغلبها يرجع إلى نسب واحد قحطان بن هود فلا يوجد دخيل في قبائل شهران وإنما تحالف الضد. وقد ذكرت أخي عبدالرحمن آل حامد في ردك على الأخ منصور العسيري قولك إن الصحابي عامر بن ربيعة العنزي من قبيلة رفيدة العسيرية، ولم نسمع أو نقرأ نسبًا لقبيلة رفيدة أنها عسيرية وإنما هي قبيلة قحطانية يرجع نسبها إلى عنز بن وائل وهي تقع غرب مدينة جرش التاريخية والتي كانت حضارتها مرتبطة بحضارة الفاو شرق جنوب مدينة السليل وكانت تقطنها قبائل كندة ومن قبيلة رفيدة الوائلية المؤرخ المعروف الدكتور محمد آل زلفة. أخي عبد الرحمن وأخي منصور: هذا ما أردت إيضاحه لكما عن أوس مناة وعن قبائل عنز بن وائلة الشهرانية القحطانية وعن قبيلة رفيدة التي هي قحطانية وليست عسيرية. علي زحيفة الشهراني