دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، برئاسة الشيخ يوسف القرضاوي، جبهة النصرة التي تحارب النظام السوري، وبايعت تنظيم القاعدة، إلى العودة إلى "دائرة الجيش الحر"؛ حفاظا على وحدة "الثورة" السورية. وقال بيان للاتحاد: "كان المطلوب شرعا من جبهة النصرة التي أبلت بلاء حسنا فى جهادها ضد النظام الظالم بدمشق، أن تبقى في دائرة الجيش الحر حفاظا على الوحدة". وأضاف البيان: "ندعو جبهة النصرة أن تعود إلى محيطها، وتعيش صفا واحدا مع بقية المجاهدين، وتترك مصير الحكم والدولة في سورية إلى ما بعد التحرير؛ ليختار الشعب الحكم الإسلامي أو الحكم الذي يريده بكامل حريته واختياره". وشدد الاتحاد على "مخاطر بيعة جبهة النصرة التي أعلنتها لتنظيم القاعدة"، معتبرا أنه "من المعلوم أن من مآلات هذه البيعة مخاطر داخلية وخارجية، وآثارا خطيرة على الثورة، إذ أدت إلى تمزيق وحدة صف المجاهدين". وتعد جبهة النصرة من أبرز المجموعات المسلحة التي تقاتل النظام السوري، وقد أثارت مبايعتها للقاعدة بإحراج قيادة المعارضة، التي تسعى جاهدة لإقناع القوى الغربية بتسليح مقاتليها. وعدّ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن مبايعة القاعدة يؤدي إلى "تمزيق الداخل (فيما) الخارج سيتأثر كثيرا بهذه البيعة، وستترتب عليها آثار خطيرة ومشاكل كبيرة للثورة على مستوى العالم العربي والغربي، إضافة إلى أن ذلك سيقوي النظام ويعطيه حجة أمام العالم، كما أن ذلك سيجعل جبهة النصرة هدفا لجميع الدول الغربية والشرقية". ودعا الاتحاد "مكونات الفصائل المعارضة كلها إلى توحيد صفوفهم تحت راية واحدة، والابتعاد عن أي سلوك يتناقض مع خيارات الشعب السوري في الحرية والكرامة والعدالة، والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يثير الفتن والتناحر بينهم". وكان زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني، أعلن في وقت سابق مبايعته لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، متنصلا في الوقت نفسه من إعلان أبي بكر البغدادي، زعيم الفرع العراقي للتنظيم المعروف باسم "دولة العراق الإسلامية"، أن النصرة "امتداد له"، وجمعها مع تنظيم تحت راية "الدولة الإسلامية في العراق والشام".