في الوقت الذي توقف فيه المقاول عن البناء في جامع سيد الشهداء بالمدينةالمنورة بعد أن قطع شوطا كبيرا من إنجاز العمل فيه، قال مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة المدينةالمنورة محمد الأمين بن خطري ل"الوطن": "المقاول المنفذ للمشروع يسير بشكل طبيعي ومنتظم، ولكن طلب منه التوقف عن تنفيذ المشروع من قبل مدير أعمال المتبرع لأسباب غير معروفة". من جهته، قال مقاول المشروع في حديث إلى "الوطن": "أصبحت في موقف صعب مع عدم صرف المستحقات وإيقاف العمل دون مبررات، الأمر الذي أوقعني في إحراج مع الموردين والعمالة التي مازالت في موقع المشروع دون عمل، متحملا مصاريف سكنهم ورواتبهم كون الشركة قادمة من خارج المدينةالمنورة". وتشير وثيقة - حصلت "الوطن" على نسخة منها - إلى أنه تمت مخاطبة المتبرع عدة مرات لمعرفة أسباب التوقف والمدة، دون أن يكون هنالك أي تجاوب، إذ جاءت هذه المخاطبة بعد أن تلقت إدارة المشروع خطابا من قبل مدير أعمال المتبرع يتضمن التوقف عن استكمال المشروع دون أي مبررات أو مسوغات لذلك. إلى ذلك، أعيد تصميم الجامع بأحدث المواصفات الإسلامية الحديثة وبطابع يجمع بين الماضي والحاضر في المدينة، وأخذ في الاعتبار أن يتسع ل 9 آلاف مصل، والذي يستمد شهرته باعتباره يقع على مقربة من جبل أحد الذي ضم معركة أحد المشهورة، ويضم ثراه أكثر من سبعين شهيداً من شهداء تلك المعركة وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنهم حمزة بن عبدالمطلب "سيد الشهداء"، ومصعب بن عمير، في حين يقابل الجامع حي سيد الشهداء الذي يبلغ عدد سكانه ما يزيد على 15 ألف نسمة. من جهته، قال المدرس بالجامعة الإسلامية عضو المجلس البلدي بالمدينةالمنورة سعود الصاعدي: "سكان الحي عانوا من عدم وجود جامع يجمعهم لأداء صلاة الجمع والأعياد وكما هو معلوم لا يذكر جامع قباء والقبلتين إلا ويذكر جامع سيد الشهداء مع عدم وجود مقارنة، ولكن بفضل الله ثم بفضل الجهود المبذولة من الأهالي ومن إدارة الشؤون الإسلامية بالمدينة تم البدء بإنشاء الجامع على نفقة أحد المتبرعين، وتم العمل به وأنجز ما يقارب من 60% من المشروع، غير أن سكان الحي صدموا بعد علمهم بأن المشروع قد توقف لأسباب لا يعلمها أحد". ودعا إلى معالجة الأسباب على وجه السرعة ليتحقق إنجاز الجامع الذي طال انتظاره، والذي يمر به آلاف الزائرين يوميا عدا مواسم الحج، إذ يعد واجهة حضارية لها مكانتها يفترض أن يكون واقعا ملموسا منذ عشرات السنين.