كشف مؤتمر دولي عن مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) النقاب عن وجود فجوة بين العلماء والساسة بشأن كيفية التعامل مع فيروس (اتش.آي.في) الفتاك. وعلى الرغم من الوعود التي قطعتها الحكومات على مستوى العالم بانتهاج سياسات تقوم على براهين، فإن خبراء الإيدز يشعرون بالغضب من رفض تبني أساليب جديدة في التعامل مع (اتش.آي.في) والفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة به. يقول جوليو مونتانر رئيس الجمعية الدولية لمكافحة الإيدز الذي يقود مسعى في المؤتمر لتنبيه الساسة إلى هذه الأدلة "نعم نعالج خمسة ملايين شخص اليوم، لكن هناك عشرة ملايين شخص يحتاجون إلى العلاج وإلا سيمرضون، ويموتون. عدم علاجهم يصل إلى حد الإهمال الجنائي." والسبب الرئيسي في غضب العلماء هو التقدم المذهل الذي تم إحرازه ضد فيروس (إتش.آي.في) المسبب لمرض الإيدز منذ ظهوره في أوائل الثمانينات. وقال مدير برنامج الأممالمتحدة المعني بالإيدز ميشيل سيديبي "أصيب العالم بتبلد تجاه عدد الوفيات الذي يبلغ 7400 شخص من جراء الإصابات يوميا." وأضاف "يجب أن نستعيد شعورنا بالغضب." ويصيب فيروس الإيدز 33.4 مليون شخص على مستوى العالم. وهناك 22.4 مليون مصاب به في أفريقيا جنوب الصحراء. أما منطقة شرق أوروبا فهي صاحبة المعدل الأسرع في زيادة وباء الإيدز على مستوى العالم. ويقول خبراء بمنظمة الصحة العالمية إنه في حين تم احتواء المرض في بعض العشائر، فإنه بدأ "يخرج عن نطاق السيطرة في غيرها، ووصف محللون آخرون بالمؤتمر الوضع بأنه "يشبه الركض وراء قطار مسرع". وقالت فرانسواز باري سينوسي العالمة الفرنسية التي حصلت على جائزة نوبل عام 2008 لجهدها عام 1983 في التعرف على فيروس (اتش.آي.في) لمؤتمر فيينا "اليوم تظهر خمس حالات إصابة جديدة مقابل كل شخصين يبدآن العلاج." وأضافت "لا يمكن إيقاف صعود منحنى المرض دون التزام قوي وعالمي بتضافر إجراءات الوقاية من (اتش.آي.في) بما في ذلك العلاج". ويقول رئيس الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والملاريا والسل ميشيل كازاتشكين إنه "خائف فعلا" بشأن إمكانية الحصول على مبلغ 20 مليار دولار اللازم لمواصلة معركة الإيدز في الأعوام الثلاثة القادمة. وقال نيثان فورد وهو طبيب في منظمة أطباء بلا حدود يعمل في برامج علاج الإيدز ببعض من أفقر دول أفريقيا "مصدر الإحباط الكبير هو أننا نشعر أننا استجبنا لنداء إثبات نماذج معينة للفعالية. ويضيف كازاتشكين إنه لا يزال هناك وقت ليتضح للزعماء السياسيين مدى تراكم الأدلة التي تظهر أن قرار عدم زيادة التمويل لمكافحة الإيدز سيكون ثمنه إزهاق ملايين الأرواح، وقال "أظهرنا الجدوى. القضية قوية. قرار التمويل قرار سياسي يتخذه زعماء هذا العالم والقرار السياسي اختياري".