يعيش سكان العاصمة العراقية بغداد ومعظم مدن ومحافظات البلاد في حالة من التوتر مع اقتراب موعد انتخابات المحافظات المقرر السبت المقبل. ويخشى كثير من المواطنين الخروج من منازلهم، رغم الإجراءات الأمنية المشدَّدة التي فرضتها السلطات، إلا أنها لم تحل دون وقوع تفجيرات أودت بحياة العشرات وتسببت في إصابة المئات خلال الأسبوع الجاري. ويقدر عدد العراقيين الذين يحق لهم التصويت بحوالي 13 مليونا ونصف المليون، في الانتخابات التي يتنافس فيها أكثر من 8 آلاف مرشح للفوز بعدد 378 مقعداً. وعلى خلفية أحداث العنف الأخيرة وجَّهت قائمة "متحدون" انتقادات حادة للحكومة وحمَّلتها مسؤولية الفشل في معالجة تدهور الأوضاع الأمنية، مشيرة إلى أن ذلك يصب في مصلحة المستفيدين من تأجيل الانتخابات في محافظتي الأنبار ونينوى. وقال المتحدث باسم القائمة ظافر العاني في تصريحات ل"الوطن" أمس "منطقياً من الذي يقف وراء تنفيذ الأعمال الإرهابية؟ المستفيد الأكبر هو حكومة نوري المالكي التي لا تريد إجراء الانتخابات في الأنبار ونينوى، لأنها محسومة سلفاً للمعارضة، لذلك قام رئيس الوزراء بتفصيل الانتخابات على مقاسه". وتعليقاً على ما ذكره العاني قال المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة علي الموسوي "النقد الموجَّه لأي قرار حكومي لا يغير الحقائق على الأرض في ما يتعلق بتأجيل انتخابات بعض المحافظات التي طلبت مجالسها بشكل رسمي تأجيل الانتخابات نتيجة لأحداث العنف والفوضى التي تعيشها، مما أدى إلى مقتل عدد من المرشحين وانسحاب موظفي المفوضية، وتعودنا أن أي قرار تتخذه الحكومة يقابل بسيل من التهم والتشكيك، وهو ما لا يخدم قضية العراق". إلى ذلك كشف رئيس اللجنة الأمنية العليا للانتخابات الفريق أحمد الخفاجي عن إلقاء القبض على عناصر كانت تنوي تنفيذ عمليات مسلحة أثناء سير العملية الانتخابية، مؤكداً اتخاذ كافة الإجراءات لحفظ أمن الناخبين. وقال في تصريحات ل"الوطن" إن اللجنة "اعتمدت الجهد الاستخباري في توفير الأجواء المناسبة في يوم التصويت، وستكون الخطط والممارسات على مستوى عال من المهنية، وكثير من الإجراءات تتطلب الكتمان بخصوص عملنا، وقد تمكنا من اعتقال بعض الرؤوس التي كانت تنوي القيام بأعمال إرهابية".