في الوقت الذي اعتمد فيه أهالي قرية البيضاء (التابعة لمجاردة)، على أنفسهم، في تزويد قريتهم بالمشاريع الخدمية، مثل الإنارة والسفلتة، بعدما ملوا من انتظار الجهات المختصة في تقديم ذلك، اصطدموا بمعضلة أخرى، وهي التكلفة المادية العالية التي واجهتهم من قبل المقاولين، الأمر الذي دعاهم إلى إحياء مطالبهم بحقوقهم مرة أخرى، مناشدين أمير عسير التدخل وحسم أمرهم. وقوبلت هذه المطالب بمقولة "هناك أولويات"، وفقا لما أكده أحد رئيس بلدية المجاردة المهندس عبدالله بن دلبوح ل"الوطن". ويقرأ كثيراً من الأهالي هذه المقولة، على أنها تسببت بحرمانهم من أبسط الخدمات المشروعة، وعدم التفات المسؤولين إلى قريتهم، من بينهم محمد بن حسن القرني وصالح بن حسن ومصلح الحارثي ومحمد فرديس القرني ومحمد صالح الحارثي الذين قالوا إن القرية كانت قبل عدة سنوات تتبع إمارة مكةالمكرمة وصدرت توجيهات بفصلها عن إمارة مكة وتبعيتها لعسير، إذ وجه أميرها فيصل بن خالد بتوفير الخدمات للقرية بعد تحويل تبعيتها. وأضافوا أن أهالي القرية عملوا طريق أسفلت في بداية القرية بعد تلك الأودية مسافته 3 كيلو وكلفهم أكثر من نصف مليون ريال على نفقتهم الخاصة بعدما باعوا من أملاكهم الخاصة وأغنامهم ومنهم من باع سيارته من أجل المساهمة في إصلاح الطريق وسفلتته، ولكن تبقى الوصلات الداخلية للقرية فهي ما زالت دون سفلتة. وأكدوا أنهم يقطعون أربعة أودية هي وادي عبس الكبير ووادي كتفا ووادي الأباري ووادي ببوب من أجل الوصول إلى منازلهم وينقطعون عن العالم أثناء جريان السيول في تلك الأودية ويتغيب طلابهم والموظفون منهم عن أعمالهم بسبب صعوبة عبور تلك الأودية، وبعد توقف السيول يبدؤون في تنظيف الطريق على نفقتهم الخاصة. وأشاروا إلى أن مرضاهم يعانون من الوصول إلى مستشفى المجاردة بسبب الطريق وخاصة النساء الحوامل بل إن بعض النساء أسقطن حملهن بسبب وعورة الطريق، وأخريات وضعن في الطريق. وأوضحوا أن مواد البناء والإعمار تصلهم بصعوبة إضافة إلى أن مبالغ وصولها كبيرة, والمقاولين يطلبون أسعارا عالية معتلين بسوء الطريق وصعوبة الوصول إلى القرية. وشددوا على أنهم لا يطلبون المستحيل بل جسورا للوصول إلى القرية وسفلتة داخل القرية وإنارة ونظافة. مشيرين إلى أن لديهم مطالبات سابقة للجهات المعنية بعضها منذ عام 1405ه. بل إن إدارة الطرق بالمجاردة مستلمة هذا الطريق برقم ( 9219 ) وبتاريخ 19/2/ 1409ه وإلى الآن لم نر منهم إلا الوعود مع إطلالة كل عام جديد. في المقابل قال رئيس بلدية محافظة المجاردة المهندس عبدالله بن دلبوح إن هناك سفلتة معتمدة للوصلات الداخلية لقرية البيضاء ضمن مشروع السفلتة المعتمدة في ميزانية العام الماضي وتم تسليم المواقع للمقاول وهي تحت التنفيذ. وحول مشاريع الإنارة أوضح أنها مدرجة ضمن دراسات مشاريع البلدية حسب الأولويات.