أكد وكيل وزارة الصحة للخدمات العلاجية الدكتور عبد العزيز الحميضي انخفاض نسبة وفيات الأطفال حديثي الولادة في المملكة بأكثر من 50% مقارنة بالنسب المسجلة مسبقاً، حيث كانت نسبة الوفيات تسير وفق معدل 30 حالة وفاة لكل 1000 ولادة على مستوى المملكة. وأشار الحميضي خلال تدشينه المؤتمر العالمي ال13 للجمعية السعودية لطب الأطفال حديثي الولادة أمس في مركز الملك فهد الثقافي إلى أن انخفاض هذه النسبة يعكس حجم التطور الذي حدث في القطاعين الحكومي والخاص، بالإضافة إلى فتح وحدات لطب حديثي الولادة في غالبية المدن التي تتوفر فيها تجهيزات الولادة بالمستشفيات، بعد أن كانت محصورة على المدن الكبيرة. وأضاف: تعتبر نسبة الولادة في المملكة عالية مقارنة بعدد السكان، حيث وصل عدد الولادات إلى أكثر من 600 ألف ولادة سنوياً، وهذه النسبة العالية تتطلب جهودا كبيرة في تطوير وتحسين الرعاية الصحية لهذه الفئة، لذلك أطلقت وزارة الصحة مشروع طب حديثي الولادة على مستوى المملكة، وذلك لتحديد هذه الوحدات وتطويرها وتجهيزها، ووضع الأسس والسياسات التي تحكم هذه الخدمات المقدمة لطب حديثي الولادة. وأشاد الحميضي بجهود الجمعية السعودية لطب الأطفال حديثي الولادة التي امتدت لأكثر من سبع سنوات، وأسهمت عبرها في تطوير وتحسين الرعاية الصحية المقدمة للأطفال حديثي الولادة من خلال البحوث والمشاريع التي ساعدت على توحيد تقديم الخدمات العلاجية لحديثي الولادة. يذكر أن المؤتمر انطلقت فعالياته أمس وستستمر لثلاثة أيام، حيث يركز خلالها على المستجدات العلاجية لأمراض التنفس واليرقان والتغذية لدى حديثي الولادة، وهو معتمد من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بواقع (30) ساعة تعليم طبي مستمر. وتشير أرقام عام 2011 إلى أنّ نحو 6.9 ملايين من الأطفال دون سن الخامسة يقضون نحبهم كل عام حول العالم، وأكثر من نصف وفيات الأطفال المبكّرة تحدث بسبب حالات مرضية يمكن الوقاية منها أو علاجها بإتاحة فرص الاستفادة من تدخلات بسيطة وميسورة التكلفة. وتتمثّل أهمّ أسباب وفاة الأطفال دون سن الخامسة في الالتهاب الرئوي والإسهال والمشاكل الصحية التي تظهر في الأشهر الخمسة الأولى من حياة الطفل. ويفوق احتمال وفاة أطفال أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى قبل بلوغهم سن الخامسة وفاة احتمال أقرانهم من أطفال البلدان المتقدمة بنحو 16.5 ضعفا. وتبلغ مخاطر وفاة الأطفال ذروتها في فترة الولادة الحديثة، أي في الأيام الثمانية والعشرين الأولى من حياتهم، وعليه لا بدّ من ضمان مأمونية الولادة وتوفير خدمات الرعاية الفعالة للولدان من أجل الوقاية من تلك الوفيات، بينما 43% من وفيات الأطفال دون سن الخامسة تقع أثناء فترة الولادة الحديثة. وتحدث معظم وفيات الولدان بسبب الولادة قبل تمام مدّة الحمل والاختناق عند الميلاد ومختلف أنواع العدوى. وتتمثّل أهمّ أسباب الوفاة، بعد انتهاء فترة الولادة الحديثة وطيلة الأشهر الخمسة الأولى من حياة الطفل، في الالتهاب الرئوي والإسهال والملاريا والحصبة والإيدز والعدوى بفيروسه، أمّا سوء التغذية فإنّه يمثّل أحد العوامل الدفينة التي تسهم في وقوع أكثر من ثلث مجموع وفيات الأطفال، ذلك أنّه يجعل الأطفال أكثر عرضة للأمراض الوخيمة. وعموما أُحرِز تقدم كبير في تحقيق 4 من الأهداف الإنمائية للألفية للأمم المتحدة. وانخفض منذ عام 1990 معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة في العالم من 87 وفاة لكل 1000 مولود حي في عام 1990 إلى 51 وفاة في عام 2011، على أن هذا الانخفاض في معدل وفيات الأطفال المذكورين ما يزال غير كاف لبلوغ الهدف الإنمائي من الأهداف الإنمائية للألفية، المتمثل في خفض معدل الوفيات بنسبة الثلثين بحلول عام 2015 مقارنة بالمستويات المُسجّلة في عام 1990.