أكدت مصادر فلسطينية مطلعة أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيستند على مبادرة السلام العربية كأساس لاستئناف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، وهذا ما لم يسبقه إليه أحد من أسلافه وزراء الخارجية الأميركيين. ويرى كيري أن المبادرة التي أقرتها القمة العربية في بيروت 2002 تستجيب إلى حد كبير للمطالب الفلسطينية، وخاصة الانسحاب الإسرائيلي إلى حدود 1967، ولكنها لا تستجيب لمطالب إسرائيل فيما يتعلق بالأمن، لاسيما في ضوء التغييرات الجارية في المنطقة. وبموازاة إجراءات لبناء الثقة تشمل إفراج إسرائيل عن عدد من الأسرى، والحد من القيود على تحركات الفلسطينيين، وبالمقابل امتناع رام الله عن طلب العضوية في منظمات دولية، فإن كيري يحاول الترويج لتعديلات يقترحها على المبادرة العربية. واستنادا إلى هذه المقترحات فإن المبادرة تتحدث عن انسحاب إسرائيلي إلى حدود 1967، ولكن كيري يشير إلى أن المفاوضات السابقة اعتمدت أيضا فكرة "تبادل متفق عليه للأراضي"، مقترحا إضافة هذه العبارة إلى هذا البند، بما يشجع إسرائيل على قبول المبادرة التي ترفضها حتى الآن. أما الاقتراح الثاني الذي يتحدث عنه كيري فهو أن الأولوية لإسرائيل في أي مفاوضات هي الأمن، ومن أجل حشد أكبر تأييد ممكن للمبادرة سيقترح إضافة بند يتحدث عن التعاون الأمني الإقليمي بين إسرائيل والدول العربية. وكان وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي قد قال "ليس من المؤكد أن وزير الخارجية الأميركي سيطرح هذا الموضوع في الاجتماع المقبل، وفي حال طرحه فنحن نتمسك بالمبادرة كوحدة واحدة، ونعتبر أن فتحها للتفاوض سيضر بالإجماع العربي والإسلامي عليها". وأشار إلى أن اجتماع لجنة المتابعة العربية مساء أول من أمس في الدوحة اتفق على القضايا التي سيطرحها الوفد الوزاري العربي في اجتماعاته يوم التاسع والعشرين من الشهر الجاري في واشنطن مع كيري وربما الرئيس الأميركي أوباما. من جهة ثانية رجحت مصادر مطلعة أن يقدم رئيس الوزراء سلام فياض استقالته من منصبه في غضون الأيام القليلة المقبلة. وقالت "فياض مصمم على الاستقالة وهو يعتقد بأن الأمور وصلت إلى نقطة حاسمة، وأن لا مجال للبقاء في هذا المنصب".