أعاد أمين عام مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية الدكتور عبدالله الوشمي "جدل ممانعة تعليم البنات" إلى أذهان حضور الأمسية الثقافية التي نظمها نادي الطائف الأدبي الثقافي مساء أول من أمس بعنوان "المرأة بين ذاكرتين" وشاركته في الحديث فيها الدكتورة فتحية عقاب. واستحوذت "قضية تعليم المرأة في إطار الممانعة والدعم والتأييد" التي شهدها المجتمع المحلي في السبعينات الهجرية على ورقة العمل التي قدمها الوشمي، والتي أشار خلالها إلى أن مدارس محو الأمية التي لا تزال قائمة إلى اليوم هي نتاج ذلك الجدل الذي أعاق تعليم المرأة ردحا من الزمن، مشيرا إلى أن الممانعة لم تكن عابرة ولكنها كانت معاناة للمجتمع والدولة لم يتم تجاوزها بسهولة. وقال إن قضية الممانعة آنذاك ثقافية ليست مرتبطة بالمكان الجغرافي – على الرغم من تأخر افتتاح مدارس البنات في بريدة عاما كاملا عن بقية المناطق - وإنما كانت رؤية ثقافية استغلت من خلالها المنابر الدينية، فكانت عبارة عن خطاب شرعي يقول "إن تعليم المرأة حرام" يقف وراءه 3 أصناف منهم علماء الدين ومنهم رجال الاقتصاد الذين وقفوا حتى أمام تعليم البنين. وصنف ثالث من "الغوغائيين". من جانبها تحدثت الدكتورة فتحية عقاب في ورقتها عن "إشراقات المرأة في الجزيرة العربية قبل الإسلام" وقالت إن المرأة وجدت في موضع القيادة والحكم في القرن العاشر قبل الميلاد، وتمثل تلك المرحلة الملكة سبأ "بلقيس". وأشارت إلى أن المرأة العربية استطاعت أن تصل إلى مواقع قيادية في تلك الحقبة وتمارس الحكم والسياسة، وكان لها حضور في الجانب الديني، حيث يتضح دورها في المعبد من خلال النقوش من خلال صورتين لها، صورة المتعبدة وصورة العاملة في المعابد. وعرضت "عقاب" بعض النقوش التي كتبتها المرأة، وتطرقت للمرأة في عصر صدر الإسلام وحتى الدولة العثمانية والتي وصفتها بالانتكاسة.