أوضح رئيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، الدكتور عبدالله الوشمي، أنَّ المملكة العربية السعودية قدمت مشروعاً ضخماً لتعليم المرأة، حينما كانت دولة ناشئة، واستطاعت تمرير هذا المشروع في المجتمع بعدة طرق. وقال الوشمي، خلال ندوة بعنوان «المرأة بين ذاكرتين» أقامها نادي الطائف الأدبي الثقافي في مقره مساء أمس الأول: إن القضية كانت آنذاك ثقافية، وغير مرتبطة بالمكان الجغرافي، مضيفاً أنَّ تعليم المرأة قُوبِلَ بممناعةٍ من علماء دين، استخدموا جميع الطرق ما عدا الإعلام، لدعم رأيهم، فيما ركَّزَ المُؤيِّدونَ للمشروع على الإعلام، واستخدموا البرقيات، إلا أنه بيَّن أنَّ هناك بعض المشايخ سهَّلوا عملية تعليم المرأة. وأشار الوشمي إلى أنَّ هناك فئةً من الممانعين من سار مع الركب، وأنَّ بعض الرافضين للمشروع انضموا إلى الرئاسة لتعليم البنات بعد حصولهم على وظيفة فيها، فيما أنَّ هناك مَن وقف في وجه المشروع في السنة الأولى ثم أجَّر منزله من أجل تعليم المرأة في العام الثاني، موضحاً أنَّ الممانعة لم تكن عابرة، ولكنها معاناة للمجتمع والدولة، لم يتم تجاوزُها بسهولة. من جانبها، قدَّمَت عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود الدكتورة فتحية عقاب ورقةً بعنوان «إشراقات المرأة في الجزيرة العربية قبل الإسلام» في الندوة التي أدارها خلف القرشي، وقالت فيها إنَّ المرأة وجدت في موضع القيادة والحكم في القرن العاشر قبل الميلاد، مشيرةً إلى بلقيس، ملكة سبأ. وأوضحت أنه بعد قرنين من الزمن ظهر أكثر من ملكة في شمال الجزيرة العربية، مبينةً أنَّ المرأة العربية استطاعت الوصول إلى مواقع قيادية وممارسة الحكم والسياسة، وأنَّ أعلى منصب نالته المرأة في تلك الفترة هو «الكهانة» في المعبد.