طالعت الخبر المنشور في "الوطن" بالعدد رقم 4561 في 26/ 3/ 2013 بعنوان: "جامعيات يطالبن ب"هيئة نسائية".. و"المعروف" ترد: مطلبكن صعب". في الحقيقة، وأنا أقرأ الخبر تعجبت حتى إنني قرأت الخبر أكثر من مرة، غير مصدقة أن يكون هذا رد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد جاء في الموضوع ما يستحق الإشادة به، طالبات جامعة الجوف يوجهن خطابا إلى هيئة الأمر، ويطالبن فيه بإيجاد هيئة نسائية داخل الحرم الجامعي، في خطوة للحد من الظواهر السلبية. حقا إنهن طالبات نفخر بهن وبعقليتهن الإيجابية، فهن لم يفعلن كما فعلت الكثير من الطالبات، وقبلهن التربويات بمدارسنا وجامعاتنا وكلياتنا، والتزمن الصمت المطبق لكل ما يدور حولهن من ظواهر وتصرفات سلبية لا يقبلها أي مجتمع! فكيف بمجتمعنا المسلم؟، حتى أصبحت هذه الظواهر شيئا نراه ونسمعه بكل أروقة التعليم وبين من؟! بين الفتيات!. شكرا جزيلا لطالبات جامعة الجوف، حاولن إقحام أنفسهن ومعالجة الوضع، واللجوء إلى جهة وضعتها الدولة رعاها الله لمثل هذه الأمور. وكم تمنيت أن يحصلن على خطاب شكر من هيئة الأمر بالمعروف، وكذلك من وزير التعليم العالي أولا وقبل أي جهة أخرى. أصبحنا اليوم لا نجد هذا النموذج من الطالبات الواعيات المدركات لحجم وخطر بعض المشاكل الاجتماعية، التي تلتزم بعض الجامعات والمدارس والكليات الصمت حيالها، والأدهى أن أولياء الأمور أنفسهم أصبحوا يدركون الأخطاء والسلوكيات التي تمارسها بناتهن، ويتركون الوضع وكأنهم لا يعلمون شيئا، وهذا مما زاد في استفحال الظواهر الغريبة خاصة ظاهرة "البويات" التي تبدأ من المدارس بالمرحلة المتوسطة وحتى الجامعة. أتمنى من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إعادة النظر في الخطاب وسرعة دراسة قرار إشراك المرأة، وتوفير قسم خاص بها في جهاز الهيئة، الذي سيحقق الفائدة، فالمرأة مع المرأة أقرب وأفهم في بعض الأمور، ويكون من السهل التعامل والتخاطب مع بعض الحالات والوقوف عليها داخل أروقة تلك الجامعات والمدارس، التي تمارس فيها السلوكيات والظواهر السلبية على المجتمع المسلم. فما الصعوبة في تنفيذ طلبهن يا هيئة الجوف؟