وعدت كوريا الجنوبية أمس"برد عنيف" في حال "استفزاز" كوري شمالي، مدعومة من الولاياتالمتحدة التي نشرت طائرتي شبح إف-22 على خلفية في شبه الجزيرة الكورية، فيما أفادت تقارير أميركية أن كوريا الشمالية حرصت على إخفاء أي أثر للتجارب النووية التي أجرتها في فبراير الماضي، مما يغذي الشكوك بأنها طورت نموذجا جديدا من القنابل يستخدم اليورانيوم العالي التخصيب. واجتمعت الرئيسة الكورية الجنوبية، زعيمة المحافظين والصقور، بارك جون-هاي مع مسؤولين عسكريين رفيعين ووزير دفاعها. وقالت "أعتقد أنه علينا أن نرد بشكل شديد وفوري من دون أي اعتبار سياسي في حال غامر (الشمال) في استفزاز شعبنا". وأمس قال متحدث باسم القوات المسلحة الأميركية إن طائرتي إف-22 رابتور وصلتا أول من أمس إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في مناورات "فول إيجل" السنوية المشتركة بين البلدين وتستمر هذا العام حتى 30 أبريل الجاري. وبحسب معلومات فإن المقاتلتين موجودتان في القاعدة العسكرية الأميركية في جزيرة أوكيناوا في جنوباليابان. واعلنت كوريا الشمالية أمس عن تعيين الخبير الاقتصادي باك بونج جو رئيسا للوزراء في تعديل تبناه برلمانها ليحل محل شو يونج ريم. وأدى باك القسم أثناء الاجتماع السنوي للجمعية العليا للشعب. إلى ذلك نقلت صحيفة واشنطن بوست مساء أول من أمس عن مسؤولين أميركيين لم تكشف عن هويتهم وخبراء في الأسلحة أن آثار تجربة 12 فبراير تم ضبطها بشكل لافت ولم تتسرب سوى كمية قليلة جدا من الآثار المشعة في الجو. وكانت الحكومة الأميركية استبقت التجربة النووية وراقبتها عن كثب لتتمكن من جمع أي بقايا يمكن أن تكشف عن تركيبة القنبلة، بحسب الصحيفة. لكن في الأيام التي تلت التفجير لم تتمكن أجهزة الكشف الأميركية والكورية الجنوبية من رصد آثار غازات مشعة اعتيادية في أي من محطات المراقبة ال120 الواقعة قرب موقع التجارب النووية أو في الهواء، وفق الصحيفة. وسجلت طائرة يابانية أثرا طفيفا لأحد النظائر المشعة هو سينون-133، غير أن ذلك لم يعتبر دليلا قاطعا. وأوضحت الصحيفة أن عدم وجود معطيات فعلية ملموسة حول التجارب يشير إلى محاولة متعمدة من كوريا الشمالية لمنع تسرب غازات في الجو يمكن أن تكشف أي معلومات عن طبيعة تجاربها، وذلك ممكن من خلال طمر التجويفة التي استخدمت في التجارب النووية في عمق الأرض. ويعتقد، بحسب الصحيفة، أن كوريا الشمالية استخدمت في تجربتيها النوويتين السابقتين البلوتونيوم المستخرج من مخزون المواد القابلة للانشطار الذي شكلته البلاد في نهاية التسعينات. وتابعت الصحيفة أن حصول بيونج يانج على قنبلة باليورانيوم العالي التخصيب سيعزز المخاوف بشأن وجود تعاون بين كوريا الشمالية وإيران. ووقعت إيران العام الماضي اتفاقات تعاون تقني وعلمي مع كوريا الشمالية، تعمل على تطوير تكنولوجيا اليورانيوم.