من جديد عاد ملف العلاقات المصرية الإيرانية ليفرض نفسه على المشهد السياسي في مصر، بعد أن أقلعت من مطار القاهرة الدولي أول رحلة طيران تجاري مباشر إلى طهران منذ أكثر من 34 عاماً، في خطوة نحو تحسين العلاقات بين البلدين التي قطعت بعد الثورة الإسلامية في إيران في 1979. وكان البلدان قد وقعا في أكتوبر على اتفاق لاستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين. ورداً على هذه الخطوة أكد القيادي بحزب النور السلفي صلاح عبد المعبود أن حزبه "يرفض العلاقات مع إيران بشكلٍ عام، حيث نخشى من أن تفتح العلاقة مع إيران الباب لامتداد شيعي داخل مصر، وهو أمر لا يمكن أن نسمح به، فالمنهج الإخواني يرى إمكانية التعاون مع الشيعة ولديهم قواعد وأصول لذلك، وبالتالي فمن غير المستغرب لدينا هذه الحالة مع التقارب مع إيران، فالأمر قديمٌ وليس جديدا". إلى ذلك، نفى القيادي بالحزب خالد علم الدين ما ذكره القيادي الشيعي محمد الدريني في بلاغه للنائب العام بشأن سعي السلفيين لاغتيال الشيعة في مصر. وقال علم الدين في تصريحات أمس "ما ذكره الدريني مجرد مزاعم لا أساس لها من الصحة، وليس من أسلوب الحزب ولا الدعوة السلفية المراقبة أو الاغتيال، ومؤسسة الرئاسة، ممثَّلة في الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين والحكومة، فتحوا الباب للشيعة للامتداد والتوغل في مصر بكل الطرق، ونحن بدورنا سنتبع خطتين لمقاومة وصد هذا الخطر من خلال المواجهة السياسة والضغط على الحكومة، وإغلاق جميع المنافذ التي ستؤدي إلى توغل الشيعة، ورفض مبدأ السياحة الإيرانية. أما الخطة الثانية فتقوم على التوعية من المد الشيعي". من جهة أخرى وجَّه رئيس حزب "مصر القوية" عبدالمنعم أبو الفتوح اتهامات حادة للرئيس محمد مرسي، مشيراً إلى أن مصر ليست "عزبة"، على حد قوله. وأضاف خلال لقاء طلابي "من يتصور أن الثورة انتهت واهم، والأمانة تقتضي أن نقول للشباب إنها مستمرة، وإن الرئيس لن يحسن الأداء إلا إذا كان معه شعبٌ ثائر واع، ومعارضة قوية وشريفة، فالرئيس موظف عام يسمع لما يريده الشعب، وليس أهله أو حزبه فقط". في سياقٍ منفصل نفت مصر أمس وجود أي صفقة بينها وليبيا لتسليم أحمد قذاف الدم منسق العلاقات المصرية الليبية السابق إلى بلاده. وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء السفير علاء الحديدي في تصريحات له "لا توجد أي صفقات حول هذا الملف، والعلاقات مع ليبيا لا تحتاج لشرح، حيث إنها دولة شقيقة ومجاورة، مما يعني أنها مرشحة لأوجه كثيرة من التعاون، ولا توجد حاجة لعقد صفقات". وأضاف "الظروف التي يمر بها البلدان تستوجب التعاون بينهما، فكل منهما يحتاج لإعادة البناء، وهناك تواصل مستمر مع الجانب الليبي، وموضوع قذاف الدم قضائي بحت".