لا تكاد حلقة من حلقات مسلسل العنف أن تنتهي إلا وتظهر أخرى. وفي كل قصة يكون البطل إما الزوج أو أحد أفراد الأسرة من أب أو أخ. و"زبيدة" هي أحدث ضحية للعنف الأسري، حيث تعرضت للعنف من قبل أهلها بسبب مطالبتها الموافقة على تزويجها من خطيبها. "الوطن" التقت بزبيدة داخل المكان الذي لجأت إليه وهو دار الحماية الاجتماعية بأبها فقالت: أبلغ من العمر (28 سنة) متخرجة من كلية التربية بجامعة الملك خالد - قسم الحاسب الآلي- ولا أعمل، ووالدي متوف وولي أمري هو أخي الكبير، وبدأت قصتي عندما عنفت من أهلي قبل خمسة أشهر بسبب تمسكي بالشخص الذي تقدم لي، وفي يوم 10-1-1434 كان من المفترض أن ينطق القاضي بالحكم في قضية العضل التي رفعتها ويفصل في زواجي من الشاب إبراهيم الذي تقدم لخطبتي إلا أن القاضي تغيب عن الجلسة. وتتابع عندما تقدم لي إبراهيم وتمت الموافقة والخطبة بدون عقد واستلم أهلي منه نصف المهر "11 ألف ريال" واستمرت الخطبة سبعة أشهر، وفي يوم الملكة "كتابة العقد" لم يحضر الخطيب لأن أخته مرضت وذهب بها إلى المستشفى وبقي معها طوال الوقت ولم يحضر كتابة العقد، وعندها تدخل أحد الأقارب وتكلم مع أهلي وأخوتي قائلا: إن هذا الخطيب لا يصلح بسبب عدم تكافؤ النسب وأقنعوا أهلي بذلك، عندها أصررت على ألا أتزوج إلا من هذا الشاب، ورفعت قضية بهذا الأمر والآن أنا فى دار الملاحظة بطلب مني، ولكن الدار أيضا تعنفني وتمنعني من الخروج، وأنا على تواصل مع جمعية حقوق الإنسان والمحكمة حتى أتزوج ممن خطبني فأنا لا أرى فيه أي عيب. من جهتها نفت مديرة الدار أسماء إسماعيل، ما ذكرته "زبيدة" من تعنيفها داخل الدار، وقالت: لم يحدث ذلك ولكن الفتيات لهن متطلبات خارج حدود الحماية، حيث يطالبوننا بالخروج وهذا ليس من صلاحياتنا، وممنوع وزاريا خروج أية نزيلة من الدار إلا بأمر من الإمارة، مضيفة أن جميع من بالدار وحتى زبيدة يعاملون أحسن معاملة، ووجباتهن من الأكل والشراب متوفرة ولا ينقصهن شيء، إضافة إلى أنني أتابع قضاياهن سواء في المحكمة أو الشرطة أو الإمارة. وأكدت أسماء أنه بعدما نشرته بعض الصحف على لسان زبيدة من أننا نعنفها أنكرت ذلك ولها إقرار بخط يدها تؤكد فيه أنها لم تعنف. وفي اتصال ل"الوطن" برئيس جمعية حقوق الإنسان بعسير الدكتور علي الشعبي، قال: إن الموضوع شائك ونحن نسعى للصلح بين الفتاة وأهلها بشكل ودي ودورنا متابعة القضية، وقد تواصلت مع الفتاة وخطيبها إبراهيم والآن بصدد مقابلة أهل الفتاة للسماع منهم. إلى ذلك، أشار الأمين العام لجمعية الزواج ورعاية الأسرة بعسير محمد البدري، إلى أن الرسول قال "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" فإنه لم يحدد النسب أو القبيلة أو اللون، لذلك فإن الشرطين الأساسيين هما الدين والأخلاق فإذا توفرا في طالب الزواج وجبت الموافقة عليه وإلا ستكون فتنة في الأرض وفساد.