أكدت جمعية حقوق الإنسان في منطقة عسير خلال زيارتها لدار الحماية بالفتيات في أبها للوقوف على حالة معنفة أبها «زبيدة»، بأن وضعها الصحي والنفسي سيئ جداً. وجاءت الزيارة بعد أن أكد المشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في منطقة جازان أحمد البهلكي في حديث سابق إلى «الحياة» أن الجمعية تواصلت مع أعضائها في منطقة أبها لزيارة الفتاة من إحدى منسوبات الجمعية لمعرفة موقفها من الزواج، وعما إذا كانت لا تزال مصرة على الزواج من خطيبها. وأوضح عضو جمعية حقوق الإنسان في منطقة عسير الدكتور علي الشعبي في حديثه إلى «الحياة» أنه وجد الفتاة تعاني من توتر نفسي شديد، إذ إنها تسلط الضوء على هدفها الذي تريد تحقيقه وهو الزواج من خطيبها «إبراهيم»، كونها ترى فيه المنقذ الذي يستطيع إنقاذها من أهلها. وأفاد بأنه بعد حديثه مع الفتاة المعنفة، تبين أن مشكلتها بدأت بعد النظرة الشرعية، إذ حصل خلاف بين الخطيب وأهل الفتاة، واستغل هذا الخلاف من جانب بعض الأشخاص من خارج العائلة، وتم تحريضهم بأن الخطيب لا يصلح أن يتزوج ابنتهم كونه من ذوي البشرة السمراء وتم رفضه. وبين أن «المعنفة» أكدت له أنه من ضمن الأسباب التي جعلت أهلها يرفضون تزويجها - بحسب قولها - سواء من الشخص الذي ترغب في الزواج منه أو غيره، هو طمعهم في الحصول على المبلغ المالي الذي تحصل عليه من «حافز». وأكد أن الجمعية ستحاول جهدها في حل قضيتها، خصوصاً أن الرجل لا توجد عليه ملاحظات أخلاقية أو غيرها تمنع الزواج، لافتاً إلى أنه طلب منها وضع خيارات آخرى معتبراً أن الزواج «قسمة ونصيب»، فيما رفضت الفتاة رفضاً تاماً الرجوع إلى أسرتها. وقال إنه تم طرح فكرة جعل الفتاة تعيش لدى شقيقتها المتزوجة لفترة زمنية، تعد كمرحلة انتقالية تستعيد فيها توازنها، وحتى تتمكن الجمعية من إقناع الأسرة أن تتقبل ابنتهم، مشدداً على أنه في حال تم إقناع الأسرة ستكون هناك شروط تضعها الجمعية من طريق الشرطة والإمارة، إضافة إلى مراقبة الجمعية لها حتى لا تتعرض لأي اعتداء أو أذى من جانب أسرتها. وأضاف: «قامت الجمعية بالتحري عن الشخص الذي تقدم لخطبة المعنفة «زبيدة»، إذ اتضح أنه يعمل في أحد القطاعات الحكومية، وتقدم بطلب تفرغ من عمله لمرافقة زوجته إلى كندا، وستستدعي الجمعية خطيب المعنفة لشرح بعض الملابسات وسماع كل الأطراف». من جهته، أكد خطيب المعنفة (إبراهيم.ع) في حديثه إلى «الحياة» أنه ترك عمله في الجهة الحكومية التي أشارت إليها جمعية حقوق الإنسان في التقرير الذي أعدته منذ ما يزيد على ال10 سنوات، مشيراً أن فكرة السفر إلى كندا غير موجودة حتى لو تزوج من «زبيدة»، كون زوجته الأولى لا تحمل سوى المؤهل الابتدائي. بدورها، أكدت المعنفة «زبيدة» ل «الحياة» أنها ما زالت مصرة على الزواج بالمدعو (إبراهيم.ع) والذي يرفضه أهلها، مشيرة إلى أن أهلها يستخدمون «الواسطة» ومن يعرفون للضغط على القاضي كي لا يزوجها من الشخص الذي ترغب الزواج به. هذا ونشرت «الحياة» في وقت سابق قضية «زبيدة» معنفة أبها التي اتهمت منسوبات «دار الحماية في أبها» بتعنيفها ورفض أهلها تزويجها ممن تقدم لخطبتها بدعوى عدم تكافؤ النسب.