في الوقت الذي واصل فيه طيران الأمن صباح أمس، نقل المساعدات إلى الأسر المتضررة من جراء سيول الأمطار في تهامة قحطان التابعة لمحافظة سراة عبيد، شهدت المراكز والقرى والهجر التي تقع في نطاقها صباح أمس، هطول أمطارغزيرة مصحوبة بزخات من البرد، الأمر الذي دفع بالأهالي للخروج من منازلهم للاستمتاع بهذا الرداء الأبيض من البرد الذي اكتست به معظم القرى. وقال عدد من الأهالي ل"الوطن": إنهم لم يشهدوا مثل هذا المشهد من سنوات طويلة وفقا لما ذكره العديد من كبار السن. وطالبوا في الوقت نفسه من الجهات ذات الاختصاص مثل الطرق ، والدفاع المدني، والهلال الأحمر بإيجاد فروع لها في تهامة قحطان، ووضع خطط طوارئ لمواجهة مثل هذه الظروف، مؤكدين أن بعض المراكز مثل الغايل، والربوعة وكحلا تشهد بين الحين والآخر كوارث السيول والأمطار وما صاحبها من حوادث غرق وحرائق، إلا أنه رغم ذلك ما زالت تغيب عنها المرافق الحيوية والمهمة. وشدد نائب قبيلة آل مفتاح مبجر بن حيان، على ضرورة إيجاد فروع للدفاع المدني، والهلال الأحمر في مركز الغايل آملا من الجهات ذات الاختصاص أن تعيد النظر في وضع مراكز وقرى تهامة قحطان التي تعزل الكثير من قراها عند هطول الأمطار. وأكد المواطن عامر سعيد اليزيدى، على أن هناك عدة انهيارات وقعت على طول امتداد عقبة الجوة الفرشة، فيما أوضح المواطن متعب جابر، أن هناك أضرارا لحقت بالطرق ومنها، "جبل القر" الذي توقفت به الحركة لانقطاعه من السيول حتى وصول معدات البلدية، كما لحق الضرر ببعض المنازل والمزارع جراء الأمطار التي وقعت على تهامة مؤخرا، خاصة في قرية قاعة. من جانبه، أكد رئيس بلدية الربوعة المكلف سعيد جبران التليدي، ل"الوطن"، أن الفرقة المرابطة بمركز الغايل التابعة للبلدية قامت بأعمال الصيانة في المواقع المتضررة على طول الطريق الواصل بين ظهران الجنوب وتهامة قحطان، مؤكدا على أن هذه الفرقة موجودة في تلك المواقع بصف دائمة. إلى ذلك، واصل طيران الأمن صباح أمس، نقل المساعدات إلى الأسر المتضررة من جراء سيول الأمطار في تهامة قحطان التابعة لمحافظة سراة عبيدة، بإشراف من مدير الدفاع المدني في المنطقة اللواء محمد الشهري. وأوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني في منطقة عسير العقيد محمد العاصمي، أن هذه الخطوة تأتي في إطار توجيهات أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد، وفي ظل انقطاع بعض الطرق وادي شيبة وقرية سريان، وقرية راحة ووادي حمة ووادي العطف ووادي اللحجة ووادي السبلة، لافتا إلى أنه المؤن الغذائية والطبية يتم نقلها عن طريق البر إلى مطل قرية درامة بني بشر، ومن ثم يتم نقلها عبر الطائرة إلى المواقع المستهدفة، ومن خلال رحلات متكررة، في حين رافق فريق الإغاثة طبيبا وممرضا لتقديم الخدمات الطبية للمحتاجين.وقال العاصمي، إن إدارته رفعت من جاهزيتها خلال الأيام القليلة الماضية، لمواجهة تداعيات تقلبات الطقس التي تشهدها المنطقة خلال الفترة الراهنة، ولا سيما ما يختص بتنبيهات الأرصاد المتوقعة هطول أمطار ما بين متوسطة إلى غزيرة، فضلا عن استمرار نشاط الرياح السطحية. وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي كإجراء احتياطي، وبما يعمل على تعزيز وجود رجال ودوريات السلامة التابعة للدفاع المدني في المواقع المستهدفة مثل مشارف الأودية، وطرق عقبة ضلع وشعار والصماء، التي تتطلب تعاملا مسبقا لتجنيب سالكيها أية أخطار محتملة. ولفت العاصمي إلى أن الدفاع المدني يتابع وباستمرار حالة الطقس مع مصلحة الأرصاد وحماية البيئة، ويتعامل مع المعلومات الواردة بما تستحقه من إجراءات، مؤكدا أن الدفاع المدني ينسق مع ذات العلاقة مثل أمانة المنطقة والمرور والكهرباء ومصلحة الأرصاد وغيرها من الجهات ذات العلاقة. وقال إن جل التركيز خلال موسم الأمطار سيكون على الأودية باعتبارها مصدر خطر مقارنة بما تحتويه وتنقله من مياه الأمطار، فيما يجري التنسيق مع إدارة المرور لإغلاق بعض الطرق التي قد تشكل خطرا على المارة.