لم يمض شهران على البيان الذي أصدرته أمانة منطقة نجران، وأعلنت خلاله أهلية مجاري السيول استعدادا للأمطار، واتخاذها عدداً من الإجراءات والتدابير اللازمة لتفادي السلبيات التي وقعت خلال الأعوام الماضية جراء انسداد بعض مجاري السيول من مخلفات الأودية الفرعية، حتى استطاع المطر المصحوب بالبرد الذي هطل مساء أول من أمس واستمر عشر دقائق فقط، أن يكسب الجولة من جديد وبسهولة متناهية ويكشف زيف البيان، حيث تحولت أغلب شوارع وطرق مدينة نجران الرئيسية إلى بحيرات من الماء، لم تستطع أغلب المركبات عبورها. ورصدت "الوطن" الحال الذي آلت إليه معظم أحياء المدينة أثناء هطول الأمطار التي تسببت في انهيار بعض الطرق وانقطاع الكهرباء عن أحياء الأثايبة والخالدية والشرفة وحي الفهد بسبب سقوط بعض الأعمدة، إضافة إلى تعطل الحركة المرورية نتيجة المياه المتجمعة في طريق الملك فيصل وطريق الشرفة والأثايبة، وكذلك شارع حمزة بن عبدالمطلب، بارتفاع جاوز المتر في بعضها، مما اضطر الكثير من المواطنين والمقيمين إلى النزول من مركباتهم وسط المياه للنجاة بأنفسهم، فيما علق البعض الآخر وسط الشوارع، ولم يستطع الخروج إلا بمساعدة رجال الدفاع المدني والمواطنين المتطوعين. كما تسببت الأمطار أيضا في إلحاق الضرر بأغلب المنازل التي اقتحمتها. وفيما أبدى الكثير من المواطنين استياءهم من عدم تفاعل أمانة المنطقة في شفط المياه التي ظلت على حالها في أغلب الطرق والأحياء دون شفط حتى صباح أمس، وأنها لم تع الدروس السابقة جيدا، ولم تفعل ما يجب لتصريف الأمطار حال هطولها، قال مدير إدارة الفعاليات والعلاقات العامة بأمانة نجران أحمد مسفر آل الحارث ل"الوطن" أمس، إن هناك أشياء تحدث خارجة عن الإرادة، مشيرا إلى أن فرق الأمانة كانت متواجدة لإزالة بعض العوالق، إذ إن المياه التي أتت على فتحات التصريف كانت كثيفة وتحتاج لبعض الوقت لنزول المياه وانسيابها، مبينا أن المياه التي لم يتم تصريفها تم شفطها عن طريق الوايتات. وحول ما إذا كان الوضع سيبقى على حاله في قادم الأيام مما ينذر بكارثة محتملة حال هطول الأمطار، أكد آل الحارث أن بعض الأحياء التي تم تجهيزها لمواجهة خطر السيول لم تشهد أي مشاكل، بينما هناك بعض الأحياء التي ما زالت لها مشاريع تصريف مياه سيتم الانتهاء منها في المستقبل لمنع حدوث ما حصل. وكانت أمانة منطقة نجران قد أصدرت بيانا على لسان أمينها، المهندس فارس بن مياح الشفق، أكدت فيه أهلية مجاري السيول إثر خطة الطوارئ التي نفذتها من خلال ضخ 200 طن من المياه في عدد من المواقع داخل المدينة عن طريق مصائد الأمطار والمنهولات التي تقع داخل المدينة حتى تصل لمجرى الوادي، وذلك للتأكد من صلاحية فتحات التصريف والأنابيب الأرضية. كما ذكر البيان أنه تمت إزالة بعض العوالق الترابية في مجاري السيول التي تؤدي لوادي نجران وفتحها عن طريق الآليات الخاصة بالأمانة، وعمل صيانة للمضخات الخاصة بتجميع المياه في الأحياء السكنية والشوارع الرئيسية.