في مسعى لامتصاص غضب المتظاهرين في عدد من المحافظات قبل إجراء الانتخابات المحلية في العشرين من الشهر المقبل، عرضت الحكومة العراقية تلبية مطالب المتظاهرين، فيما استبعدت القائمة العراقية إمكانية تحقيق تقدم يضمن استقرار الأوضاع السياسية في البلاد. وأكد مستشار المصالحة الوطنية عامر الخزاعي استعداد حكومة نوري المالكي لتلبية مطالب المتظاهرين، قائلاً "يوجد حراك سياسي وحكومي لحل الأزمة قبل حلول موعد الانتخابات، رغم تأجيلها في نينوى والأنبار، إلا أن ذلك يتطلَّب جواً سياسياً هادئاً، وهناك بصيص أمل بالتوصل إلى حلول عبر انفتاح الحكومة الكبير على تلبية مطالب المتظاهرين في نينوى والانبار وصلاح الدين، باعتماد حلول ترضي جميع الأطراف". وبدوره قال النائب عن محافظة الأنبار، عضو القائمة العراقية، أحمد العلواني إن المتظاهرين اختاروا شخصيات لتمثِّلهم للتفاوض مع الحكومة. وأضاف "ننتظر بقية المحافظات حتى يكون هناك وفد موحَّد للحوار مع الحكومة بخصوص تنفيذ مطالب المتظاهرين التي أجملت في 13 مطلباً لا يمكن التنازل عنها". وكانت الكتل النيابية قد اتفقت على تشكيل لجنة خماسية برئاسة إبراهيم الجعفري تضم ممثِّلين عن التحالفين الوطني والكردستاني والقائمة العراقية لحسم الخلاف حول القوانين التي وردت ضمن مطالب المتظاهرين، تمهيدا لإقرارها بواسطة البرلمان. وكانت القائمة قد عقدت اجتماعاً أمس برئاسة رئيس البرلمان أسامة النجيفي لمناقشة آليات مواجهة القرار التعسفي الذي أصدره رئيس الوزراء بتأجيل الانتخابات في محافظتي الأنبار ونينوى. وقال القيادي في القائمة ظافر العاني "قرار التأجيل هو بلا شك قرار سياسي يحمل أبعاداً ومصالح انتخابية، وهو لا يستند على أسس مهنية، والهدف منه استهداف قائمة "متحدون" في هاتين المحافظتين، باعتبار أن حظوظها الانتخابية أفضل من غيرها". وتساءل "إذا كان التفسير هو وجود متطرفين وإرهابيين في هاتين المحافظتين، فإن رئيس الوزراء قد حقق لهم ما يتمنون، وهو عدم إجراء الانتخابات فيهما". وقال إنه تم اتخاذ جملة قرارات، منها استضافة محافظي نينوى والأنبار برلمانياً للوقوف على إمكانية إجراء الانتخابات، وتكليف فريق من المحامين للطعن في القرار أمام المحاكم المختصة. وحول مشاركة القيادي في القائمة صالح المطلك ووزيري التربية والصناعة في اجتماع مجلس الوزراء أول من أمس، قال العاني إنه تم الاتفاق على عقد اجتماع عاجل لقيادة العراقية يحضره المطلك للاستماع إلى حيثيات قراره ووجهة نظره واتخاذ القرار المناسب في ضوء ذلك.