كعادتهما في الاختلافات الفصلية عاد سيناريو الخلاف مجددا، إذ اختلفت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة مع الجمعية الفلكية بجدة في تحديد موعد دخول فصل الربيع، حيث حددت الأرصاد تاريخ 21 مارس لدخول الفصل و21 يونيو لخروجه، فيما حددت الجمعية تاريخ 20 مارس وبالتحديد الساعة 02:02 بعد الظهر لدخول الربيع فيما اتفقت مع الرئاسة في موعد خروجه ودخول فصل الصيف. وأرجعت الجمعية الفلكية بجدة تحديد تواريخ دخول وخروج الفصول إلى وجود علامات معينة لوضع الشمس في السماء يعتمدها الفلكيون على مستوى العالم. وأوضح رئيس الجمعية المهندس ماجد أبو زاهرة، في تصريح إلى "الوطن"، أن يوم دخول الربيع يتساوى فيه طول النهار والليل تقريبا بنفس الطول 12 ساعة في كافة أنحاء العالم، ويكون موعدا لدخول فصل الربيع في المملكة وكامل النصف الشمالي من الكرة الأرضية. وبين أبو زاهرة أن الشمس ستنتقل فيه من السماء الجنوبية في طريقها إلى السماء الشمالية، بمعنى أن الشمس ستشرق من نقطة الشروق الأصلية وتغرب في نقطة الغروب الأصلية، فيما تنتقل تدريجيا خلال الأسابيع المقبلة لتشرق من الشمال الشرقي وتغرب في الغرب الشمالي، وذلك بسبب تقدم الأرض في مسارها حول الشمس. وأشار إلى أن الاعتدال الربيعي يحدث عند اللحظة التي تعبر فيها الشمس خط الاستواء السماوي، وهو خط وهمي في السماء فوق خط الاستواء الأرضي – من الجنوب إلى الشمال، وتكون أشعة الشمس عمودية ظهرا على منطقة الاستواء وتتوزع الحرارة والإضاءة بشكل متساوٍ على نصفي الكرة، بينما المناطق الواقعة شمال وجنوب المنطقة الاستوائية تتلقي الأشعة الشمسية مائلة وتتناقص من 90 درجة على خط الاستواء حتى الصفر في القطبين، بسبب ميل محور الأرض بمقدار 23.5 درجة. ونظرا لأن الأرض لا تتوقف أبدا في حركتها حول الشمس فإن هذا التساوي سوف يتغير بسرعة. من جهتها، توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في تقريرها الفصلي، هطول أمطار رعدية غزيرة في وقت قصير تصاحبها زخات من البرد والرياح الهابطة شديدة السرعة، بحيث يكون هطول الأمطار في أوائل الفصل حول المعدل على معظم مناطق المملكة، وتكون أقل من المعدل على المناطق الشمالية الغربية ومنطقة المدينةالمنورة، فيما يكون هطول الأمطار في أواخر الربيع أقل من المعدل على معظم مناطق المملكة ومن المتوقع أن يكون هطول المطر بكميات حول المعدل الطبيعي في المرتفعات الجنوبية الغربية والغربية للمملكة. فيما تشير توقعات النماذج العددية لدى الرئاسة إلى أن درجات الحرارة المتوقعة أعلى من المعدل الطبيعي على معظم الدول العربية، وتتمتع المرتفعات الجبلية في اليمن والمملكة بدرجات حرارة معتدلة. وبين التقرير الفصلي أن هطول الأمطار خلال فصل الشتاء الماضي كان حول المعدل ونتج عنه تحسن طفيف في الغطاء النباتي والمراعي وارتفاع منسوب المياه الجوفية والسدود في المملكة.