أوصى أكثر من 23 مشاركا في الندوة الوطنية الثامنة عشرة للجمعية السعودية للأنف والأذن والحنجرة والتي عقدت أول من أمس في أبها بالتعاون مع المديرية العامة للشؤون الصحية ممثلة في مستشفى عسير المركزي ومع جامعة الملك خالد ممثلة في كلية الطب، بعمل مسح شامل لمشاكل السمع في المملكة لعلاقتها بالتهابات الأذن الوسطى التي تؤدي إلى ضعف حسي عصبي، وإشراك مراكز الرعاية الصحية الأولية في هذا البرنامج ليكون برنامجا وطنيا، والبدء في تطبيق التشخيص المبكر على السمع لحديثي الولادة والذي يعتبر عاملا مساعدا في اكتشاف المشكلة باستخدام السماعات الطبية أو زراعة القوقعة التي تتطلب أن تتم في سن مبكرة لا تتجاوز 5 سنوات من عمر المولود، ومراقبة أمراض أورام الرأس والرقبة. كما أوصى المشاركون بعمل دراسات وبحوث علمية حول الأسباب البيئية لأورام الرأس والرقبة والتي تزايدت خلال ال15 سنة الأخيرة مما يتطلب العديد من الدراسات للبحث عن أسباب ذلك لأنها ترتبط بتغير نمط الحياة في السعودية وفي تناول الوجبات السريعة. وأكد رئيس جمعية الأنف والأذن والحنجرة الدكتور عبدالمنعم حسن الشيخ في تصريح ل "الوطن" أن أهم مشاكل الأنف والأذن والحنجرة في السعودية تبدأ من حساسية الأنف الذي يعتبر من أكثر الأمراض شيوعا والتهاب الجيوب الأنفية والتي تؤدي إلى التهابات حادة قد تتطور حتى تتطلب تدخلا جراحيا، كما أن هناك نوعا من التهابات الجيوب الأنفية الفطرية والتي لها مشكلات كثيرة قد تؤدي إلى تآكل العظم لوجود الجيوب الأنفية في منطقة بين العين وعصب السمع والمخ وقد تؤثر على العين والمخ وعصب السمع والتي قد تتطلب تدخلا جراحيا ومتابعة دورية. وحذر الشيخ من تزايد حالات حساسية الأنف في السعودية بنسبة أكثر من النسب العالمية بسبب التلوث البيئي وطبيعة الحياة واستخدام المكيفات والأطعمة السريعة والمثلجة مما يسبب تزايد المشكلة. وعن أهم مشكلات السمع في المملكة، أبان الشيخ أن من أهمها مشكلات التهاب الأذن الوسطى وما ينتج عنها من ثقب في طبلة الأذن أو تسوس في عظمة الأذن وتبعات هذا الأمر وما يؤديه من ضعف العصب السمعي، إضافة إلى الأمراض الوراثية في السمع نتيجة لزواج الأقارب والذين يعانون من مشاكل سمعية ومشكلات العاملين في المصانع ممن يعيشون في ضوضاء تزيد عن 75 ديسيل، ومشاكل الدوار بأسباب أمراض لها علاقة بالأذن الداخلية. من جهته، ذكر المشرف على فرع الجمعية في عسير استشاري أمراض الأنف والجيوب الأنفية الدكتور علي الزرعي أنه تم اختيار منطقة عسير للمرة الثالثة لإقامة هذه الندوة التي تهدف إلى التقاء الأطباء من التخصص الواحد ونشر بحوثهم العلمية ومناقشتها ووضع التوصيات في نهاية الندوة للاستفادة من البحوث والدراسات وإيجاد برامج بحثية مستقبلا، إضافة إلى فائدتها لأطباء الزمالة للحصول على معلومات حديثة في هذا المجال، والتثقيف الصحي للمجتمع فيما يتعلق بأمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة، ومناقشة آخر المستجدات في نفس التخصص.